تُراودني تلكَ الخَطَرَاتُ ، أَمْواجٌ منْ بحارِ الشَوقِ والحَنينِ تُداعِبُ الوَجْد تَتَسللُ لأروقَةِ الذاكِرَة تعبثُ بشريانِ النَبْض تعشعشُ في ضفافِ القَلب تتصاعدُ أَبْخرتُها لتعانقَ السَحَاب تسافرُ بِنَكْهتِها الريْحانيّةِ ونَسَمات الحَبق فوقَ جَبينِ القَمَر وَسَماواتِ اللازورد ، ينبجسُ الضِياء يَشِعّ في القَلب يشتعلُ الحنينُ على أَطْرافِ الوَرَق ، سَأَبُوحُ لكُمْ بسرّي الدَفينِ وغَيْبي المَكْنون .. لستُ ذلك الفارس الهَصُور ولا أملكُ سَطْوة الجَسُور وكيفَ أكونُ كذلكَ وقَدْ تَكَسّرتِ النُصُول واضْطَربتِ الفُصُول واخْتَلّتْ مسافاتُ العُصُور فكيفَ يكونُ الوُصُول !؟
لستُ قبلةَ الكُلّ ولا مَهوى كُلّ قَلب أوْ مَطْمحِ أَيّ لُبّ ، لكنّ كَلِماتي وخَطَرات جنوني المُتَمَرّدة تَجْذبُني تأسرُني تقيّدُني تستبيحُني وتعتقلُني مثلُ لحظةٍ هاربةٍ منْ زَمَنِ الأَشْواق ، أتشظّى مَعَها ألتَصِقُ بصمغِ أَبْجَديّتها أكونُ مكانَها وربّما تكونُ هيّ مَكَاني تَرْتَدي مِعْطَفي فتتمثلُ هَجْري وهَذَياني ، أتناثرُ على الوَرَق تمنحُني حِبْرَ مَدَامعِها أزفرُ تَجَليّاتها فتردّها شَهيقاً مُنْعِشاً .