رضوض مائلة ./ بقلم : أمينة الصنهاجي

هذه الرضوض جديدة .

أطراف الأصابع ستنتفخ قريبا . و ربما لن يسعفها الوقت لتبرأ و تعود لطبيعتها قبل بدء المعركة من جديد .

هكذا هو الحال دائما . تأتي الجراح في الوقت غير المناسب . و تتسارع المواقيت السيئة كي لاتترك  وقتا مستقطعا للأمل .

لقد أخبرتك يا صديق من قبل أنني لا أنوي ترك مساحة للمنطق ضمن خرائطي . فقد صاحبته طويلا و أعرف كيف يجيد الإرهاق و يعيق البهجة بدعوى أنها خرقاء و بلا مآل .

لذلك فلا تكثرت لرضوض هذه المحادثة اللعينة . هي مجرد محادثة تجري وسط أسلاك مشدودة بأثير خفي . حروفها مهما كانت حارة فمصيرها مرهون بكهرباء يتشاركه الجميع . بمعنى آخر يمكنك حتما وضع الصورة بكامل واقعيتها أمام بصيرتك لتدرك حجم الوهم الذي تعملق ليصير حقيقة قصوى ..

لذلك فالرضوض يمكن محوها بأغنية شجية . و ذاك الانتفاخ سيتلاشى بعد تردد قليل أو محادثة بديلة تافهة .

هل هذه قسوة ؟

المؤكد أنها ليست كذلك .

الأكيد أن ذاك الميلان العتيد الذي يجعلنا نخشى السقوط طول الوقت هو ما يشدنا للوهم الجميل .و لكي نستكين لطيبته نبهرجه باللغة و الأيقونات البلهاء . و نتسابق على اختيار أكثرها بلاهة و تأثيرا . و الجميل المضحك أننا نعيش كل ذلك بنفسية المقاتل العنيد ..ننهزم فنعيد الكرة بحماس أكبر .

و كلنا يعرف السبب يا صديق .

كلنا

إنه ذاك الشغف الذي لم يجد مرسى على قدر اتساعه و يخاف الغرق مجانا في الثلج .

.

.

 

 

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!