هذه الرضوض جديدة .
أطراف الأصابع ستنتفخ قريبا . و ربما لن يسعفها الوقت لتبرأ و تعود لطبيعتها قبل بدء المعركة من جديد .
هكذا هو الحال دائما . تأتي الجراح في الوقت غير المناسب . و تتسارع المواقيت السيئة كي لاتترك وقتا مستقطعا للأمل .
لقد أخبرتك يا صديق من قبل أنني لا أنوي ترك مساحة للمنطق ضمن خرائطي . فقد صاحبته طويلا و أعرف كيف يجيد الإرهاق و يعيق البهجة بدعوى أنها خرقاء و بلا مآل .
لذلك فلا تكثرت لرضوض هذه المحادثة اللعينة . هي مجرد محادثة تجري وسط أسلاك مشدودة بأثير خفي . حروفها مهما كانت حارة فمصيرها مرهون بكهرباء يتشاركه الجميع . بمعنى آخر يمكنك حتما وضع الصورة بكامل واقعيتها أمام بصيرتك لتدرك حجم الوهم الذي تعملق ليصير حقيقة قصوى ..
لذلك فالرضوض يمكن محوها بأغنية شجية . و ذاك الانتفاخ سيتلاشى بعد تردد قليل أو محادثة بديلة تافهة .
هل هذه قسوة ؟
المؤكد أنها ليست كذلك .
الأكيد أن ذاك الميلان العتيد الذي يجعلنا نخشى السقوط طول الوقت هو ما يشدنا للوهم الجميل .و لكي نستكين لطيبته نبهرجه باللغة و الأيقونات البلهاء . و نتسابق على اختيار أكثرها بلاهة و تأثيرا . و الجميل المضحك أننا نعيش كل ذلك بنفسية المقاتل العنيد ..ننهزم فنعيد الكرة بحماس أكبر .
و كلنا يعرف السبب يا صديق .
كلنا
إنه ذاك الشغف الذي لم يجد مرسى على قدر اتساعه و يخاف الغرق مجانا في الثلج .
.
.