بقلم: الدكتور محــمـــد سيف الإسلام بـوفـلاقـة
كلية الآداب واللُّغات، جامعة عنّابة، الجزائر
عن منشورات المجلس الأعلى للُّغة العربيّة بالجزائر، صدر كتاب: «رُبع قرن من
العطاء»، خلال شهر ديسمبر2023م، وقد تولَّى تقديمه إلى القـُــرَّاء الأستاذ الدكتور صالح
بلعيد؛ رئيس المجلس الأعلى للُّغة العربيّة، وقد جاء في مُستهلِّ المُقدِّمة: «ربع قرن من
العطاء، إنّه العيد الفضيّ للمجلس الأعلى للّغة العربيّة1998-2023م، وفي هذه السّنوات
الخمس والعشرين(25)شهدتُ احتفائيّة العشريّة الأولى(1998- 2008 م) وكانت بأعمال
علميّة اقتصرت على منشورات المجلس، مع ما صاحبها من بعض الشّهادات، وتأتي العشر
سنوات(10)اللاّحقة1998-2018م وتنجز الاحتفائيّة الثانية بمشاريع إضافيّة؛ تشهد على
منجزات المجلس بمُسمّى الاستمراريّة المتجدّدة، وتمرّ الخمس سنوات(5) بعيدها الخشبيّ
لتصل إلى العيد الفضيّ هذه السنة:2023م، وكان علينا الإشادة بمنجزات عظيمة ومُهمّة،
وبمشاريع عملاقة، ولأوّل مرّة تحصل وطنيّا على غرار(الموسوعة الجزائريّة) و(معلمة
المخطوطات الجزائريّة)، وبمشروع القرن من الأعمال القوميّة(المعجم التّاريخيّ للّغة
العربيّة) بمنجز67مجلّداً من حرف الألف إلى الضّاد، والطّريق صنعته أقدام الباحثين
والخبراء العامّلين في المجلس من أجل خدمة اللّغة العربيّة التي تجمعنا. والعمل يتواصل
باجتهاد قويّ مع الأعضاء الذّين تمّ تنصيبهم في:20جوان2023م، تحت بنود العمل على
ازدهار اللّغة العربيّة، وتعميم استعمالها في العلوم والتّكنولوجية، والتّرجمة منها وإليها. هي
منجزات كبيرة نيّفت عن ثلاثمائة(300)منشور وهي في مطويّة منجزات المجلس
الإلكترونيّة التي تستثمر فيها أعمال المجلس بجدارة في الرّقمنة ومنجزات الثّورة الثّقافيّة
وفتوحات الذّكاء الاصطناعيّ ».
ومن بين الدّراسات التي نجدها في كتاب: «رُبع قرن من العطاء»؛ دراسة للباحث الأستاذ
الدكتور الحبيب مونسي؛ عضو المجلس الأعلى للّغة العربيّة بعنوان: «المجلس الأعلى للّغة
العربيّة إنجازاً»، توقـَّــف فيها مع العديد من القضايا المُهمّة، وفي ما يتعلّق بتطوير اللّغة؛
ذكر أن المجلس الأعلى للّغة العربيّة يقوم بتطوير اللّغة العربيّة عبر عدّة جوانب، ومن بينها
تحديث اللّغة، وتوفير موارد تعليميّة، وتشجيع الأبحاث اللّغويّة، وتنظيم ورش العمل
والمؤتمرات، والتّعاون مع المؤسّسات الأخرى، وقد أشار الدكتور الحبيب مونسي إلى مُعجم
2
المُصطلحات العلميّة والتّقنية باللّغة العربيّة، وقد تم إعداد المعجم من قبل لجنة من الخبراء
في اللّغة العربيّة والعلوم، برئاسة الدكتور عبد الرحمن الجيلاني، وقد اعتمدت اللجنة على
مجموعة من المعايير في اختيار المُصطلحات العربيّة وترجمتها، منها: استخدام المُصطلحات
العربيّة الأصيلة، أو المصطلحات العربيّة المُشتقة من اللّغة العربيّة قدر الإمكان، واستخدام
المُصطلحات العربيّة المُتداولة في الأوساط العلميّة العربيّة، واستخدام المُصطلحات العربيّة
التّي تتوافق مع القواعد النحوية والصرفية للّغة العربيّة، ويهدف المعجم إلى المُساهمة في
ترقية اللّغة العربيّة واستعمالاتها في مجال العلوم والتّكنولوجيا، وكذا إتاحة المُصطلحات
العلميّة والتّقنية باللّغة العربيّة للباحثين والطلاب والمهتمين بالعلوم والتّكنولوجيا، وقد تم
استقبال المُعجم بشكل إيجابي من قبل المجتمع العلميّ العربي، حيث اعتبره العديد من
الخبراء مرجعاً أساسياً للمصطلحات العلميّة والتّقنية باللّغة العربيّة، ويعتقد الأستاذ الدكتور
الحبيب مونسي أن أهميّة مُعجم المصطلحات العلميّة والتّقنية باللّغة العربيّة تكمن في أنه
يلعب دوراً مهماً في ترقية اللّغة العربيّة واستعمالاتها في مجال العلوم والتّكنولوجيا، فهو
يُوفر المُصطلحات العلميّة والتقنيّة باللّغة العربيّة، مما يُسهِّل على الباحثين والطلاب
والمهتمين بالعلوم والتّكنولوجيا الوصول إلى هذه المُصطلحات والإفادة منها، كما يُساعد
المُعجم على الحفاظ على اللّغة العربيّة وتطويرها، حيث يُساهم في نشر المُصطلحات العربيّة
الأصيلة والمُشتقة من اللّغة العربيّة، وقد أشار الدكتور الحبيب مونسي إلى نشاطات السّيد
صالح بلعيد؛ رئيس المجلس الأعلى للّغة العربيّة، حيث يقول في هذا الصدد: «منذ تعيينه
رئيساً للمجلس الأعلى للّغة العربيّة، قام السيد صالح بلعيد بالعديد من النشاطات التي تهدف
إلى ترقية اللّغة العربيّة واستعمالاتها في الجزائر، ومن أبرز هذه النشاطات ما يلي:
-إطلاق مُعجم المُصطلحات العلميّة والتّقنيّة باللّغة العربيّة، وهو معجم يضم أكثر من
100ألف مصطلح في مختلف المجالات العلميّة والتّقنية.
-إعداد البرامج التّعليمية ومواد التّعلم في اللّغة العربيّة، بما في ذلك برنامج تعليم اللّغة
العربيّة لأبناء الجالية العربيّة في الخارج، وبرنامج تعليم اللّغة العربيّة لطلاب المدارس
الابتدائية و الثانوية والجامعات.
-دعم البحث العلميّ والدّراسات في مجال اللّغة العربيّة، من خلال تقديم تسهيلات للباحثين
والأكاديميين الذين يرغبون في إجراء البحوث والدّراسات في هذا المجال.
-تنظيم المؤتمرات والنّدوات حول اللّغة العربيّة، بما في ذلك المؤتمر الدولي حول قضايا
اللّغة العربيّة في العصر الرقمي، والنّدوة العلميّة حول تعليم اللّغة العربيّة للناطقين بغيرها ».
وقد ركّز الأستاذ الدكتور الحبيب مونسي على مشروع: «الموسوعة الجزائريّة»؛ التي
صدرت في ثلاثة مجلدات في عامي:2021م و2022م، وهي تضم أكثر من2000مقالة،
وتغطي موضوعات متنوِّعة منها: الأعلام، واللّغة العربيّة ولهجاتها، والتّاريخ الجزائري،
والسياسة الجزائريّة، وتتميّز بدقة المعلومات الواردة فيها، ووضوح الأسلوب، وتعدد
المراجع، ويصف الدكتور مونسي: «مُعجم الثّقافة الجزائريّة»؛ الذي نهض بإصداره
المجلس الأعلى للّغة العربيّة، بأنه: «مُعجم شامل يتناول مختلف جوانب الثّقافة الجزائريّة
من التّاريخ والأدب والموسيقى والفنّون إلى العادات والتّقاليد، وصدر المعجم في
عام:2022م، ويضم عدداً كبيراً من المداخل، كتبها نخبة من الأكاديميين والباحثين
الجزائريين، ويتميّز بأسلوبه الواضح والبسيط». وتحدث الدكتور مونسي عن: «الدّليل
الوظيفي للوثائق و المُراسلات الإداريّة»، ولم يُغفل الحديث عن: «الكشاف التّفصيلي
3
لمقالات المجلّة الأفريقية»، والذي صدر في طبعته الأولى عن المجلس الأعلى
سنة:2023م، وقد جاء في مستهلِّ حديثه عن الكشاف: «المجلّة الأفريقيّة هي مجلة علميّة
تاريخية وثقافية صدرت في الجزائر عام:1856م، وكانت تصدر باللغة الفرنسية، وقد
أسهمت المجلّة في نشر الثّقافة العربيّة والإسلاميّة في الجزائر، كما كانت منبراً للحوار بين
الثقافات العربيّة والأوروبية، الكشاف التّفصيلي لمقالات المجلّة الأفريقيّة هو دراسة علميّة
قام بها الدكتور صالح بلعيد، وهو رئيس المجلس الأعلى للّغة العربيّة، يتناول الكشاف جميع
المقالات التي نُشرت في المجلّة الأفريقيّة، ويقدّم وصفاً تفصيلياً لكلّ مقالة بما في ذلك عنوان
المقالة، واسم المؤلف، وتاريخ النشر، والمحتوى الرئيسي للمقالة، ويُمثل الكشاف التّفصيلي
مرجعاً مهماً للباحثين في مجال التّاريخ والثّقافة العربيّة، ويُسهم الكشاف في تسهيل الوصول
إلى المقالات المنشورة في المجلّة، كما يُوفر معلومات مفيدة حول محتوى هذه المقالات».
وقد خصَّـــص الأستاذ الدكتور عبد المجيد سالمي بحثه، للحديث عن: «المعاجم التي
أصدرها المجلس الأعلى للّغة العربيّة أنواعها وخصائصها»، حيث يرى أن المعاجم التي
أصدرها المجلس الأعلى للّغة العربيّة خلال مساره منذ ربع قرن من عام:1998م إلى
غاية:2023م، تناولت مجالات معرفيّة متنوِّعة تنتمي في أغلبها إلى قطاعات وطنيّة، اشتمل
كلّ معجم على المُصطلحات المستعملة في ذلك القطاع لتسهيل أداء العاملين لوظائفهم،
وتعميم استعمال اللّغة العربيّة في ذلك القطاع، ووضع المُصطلحات العلميّة لتغطية ذلك الفرع
من العلم، فقد غطّت هذه المعاجم ما له علاقة بالفلاحة، والسّياحة، والصّيد البحريّ، والعقّار،
ومسح الأراضي والكيمياء، والإدارة والحياة العامّة والتّربية والثّقافة واللّسانيات.
ومن بين الأبحاث التي نجدها في الكتاب؛ «الدكتور صالح بلعيد ولمساته المُشرقة
في المجلس»للدكتور نوار عبيدي، و«جهود المجلس الأعلى للّغة العربيّة في وضع مُقاربة
لاستراتيجيّة التّرجمة في الجزائر»للدكتورة مهدية بن عيسى، و«جهود المجلس الأعلى للّغة
العربيّة بالجزائر في خدمة اللّغة العربيّة-قراءة في نماذج مُختارة من أعماله-»، للدكتور
محمد سيف الإسلام بوفلاقة، ومن بين ما جاء في خاتمة دراسته: « إن جهود المجلس
الأعلى للّغة العربيّة الرصين الحصين في الجزائر واضحة في مجال خدمة اللّغة العربية،
والسعي إلى تطويرها؛ حتى تواكب مُقتضيات العصر ومُستجدات الحياة، وهي جهود متميّزة
تستحق الإشادة والتنويه، وهو يحتل مكانة راقية على مستويات متعددة، وقد كان الهدف من
هذه الورقة تقديم دراسة وصفيّة لمجموعة من النماذج المختارة من مطبوعات المجلس،
التي تشتمل على أعمال الندوات والملتقيات والأيام الدراسية، وهناك ملتقيات كانت متميّزة
جداً، وخرجت بتوصيات ثمينة جداً، حيث تمحورت توصيات الندوة الدولية الموسومة بـــــ:
«مُساهمة اللُّغة العربيّة في التواصل والتضامن والوحدة بين أقطار المغـرب العربي، المنظمة
في:29-30جوان2003م»، حول ضرورة وضع سياسة لغوية مغاربية متناسقة؛ ترمي إلى
تطوير اللُّغة العربيّة، وتحصيل اللُّغات الأجنبية، ودعوة وزارات التربية ومراكز البحوث
المتخصصة اللُّغوية والتربوية إلى تحيين الرصيد اللُّغوي الوظيفي في المغرب العربي
وتطبيقه، وحث كل الجهات المعنية على مواصلة تعميم استعمال اللُّغة العربيّة في جميع
المجالات دون استثناء، ودعوة المجالس أو المجامع اللغوية للاجتماع، والنظر في وضع
منظومة منسجمة للغة العربية، توزع مهام إنجازها بين هذه المؤسسة، وإنشاء جهاز
مغاربي لنشر اللُّغة العربية ، ودعم ثقافتها في صفوف أبناء الجاليات المغاربية في
الخارج».
4
وقد عالج الأستاذ الدكتور عبد الناصر بوعلي في مقاله: «استراتيجيّة المجلس الأعلى للّغة
العربيّة في حماية اللّغة العربيّة وتطويرها-الجُهود المعجميّة نموذجاً-»، ومن بين القصائد
التي نُشرت في كتاب: «رُبع قرن من العطاء»؛ قصيدة المعراج إلى سدرة العرب، لمحمّد
حراث، وقصيدة اللُّغة المشتهاة، لسمية محنّش،