مثلما أعبر كوكب البشارة عانقت ذكرى غميسة العناق ؛ كأن سفرا يرحل بي بين
الغيم وعينيك المغسولتين بالشمس. أراك على سفح الصباح ارتشاف عاشق لصبوة
مثقلة بالوجد تسبقه إلى قلبه ؛وتطعنه بالفرح الشفيف في أطياف السريرة.
لن أنسى توهج وجهك في حدائق بابل ؛ ولا تورد شفتيك على جداول الحياة ؛ فقد
تهامس العشاق تحت أعطاف عطرك بأريج الصبابات على أنفاس الفجر ؛ وتناثرت
مناديل بيضاء على أعطاف النارنج ترشك بالحبور ؛والرقص على أوتار النور.
أمد للبشارة جوانحي في حرير ناعم كأن بخورا يدثر أنواء خطوك بآلاء زاهية
في سهوب السكينة . كالندى يأتي عطرك مفعما بدفء المحاذير ؛ كأن سرب الحمام
ينهمر من كتاب الأسرار ؛ومن أرجوان الدم ؛ومن غبطة نشوى كفسيفساء التكوين.
لعل كرمة العشق تنبت ؛جهرة ؛في خصر نخلة ؛ولا يختل ميقات الصبوات أو
تسبح في الملكوت على صدر الحنين بتوقيت العروج ؛ وأنت نجم تفضض في
الماء حتى تباهجت آيات الفرح على صدور النساء.
مازال نهر الحياة يفيض بالبشارة ؛ ويطعم نفحاتها للخلجات في كون الإشراق
كأنه يكنز تبرعمي في نضارة التفاح ؛ وتأتين غضة من حكمة أهل الأندلس.
لاهجا بنفحة الصلصال توضأت بأنفاس الخزامى ؛في حدائق الرمان ؛ وحدها
بابل تشهد باللهفة المزهرة في الارتشاف كأن ينابيعي قوافل من شفاه الأقحوان
وأنت ندى منثور في شجن الصهيل.
على كوثر الآلاء تظامى الحرير على رحيق الياسمين ؛وتنادت كنوزه الدفينة
في الصلصال ثورة في معجم القطاف ؛وتقاطرت ؛من كل فج عميق ؛ بشائر
الفرح المخبأة في الجرار.
آلاء مباركة من شميم الأسرار ؛ تملى حسنها وهج الأنوار ؛وطفت مع برجها
النوراني أدملج عشقي فاصلة فاصله ؛ وأغفو بين شفتيتك سطوة ثانية