ناصر محمد ميسر
جريدة آفاق حرة
هو عمر المختار عمر ، قائد عربي مسلم قاوم القوات الإيطالية منذ دخولها
ليبيا وكان عمره 53 عاماً خاض على أرض المعركة أكثر من عشرون عاماً,
كان يعمل معلماً للصبيان قبل أن قاد الحركة الجهادية ضد الطليان، قبض
عليه في 11 سبتمر 1931 بعد سقوطه من حصانه وفي 16 سبتمبر من
نفس العام تمت محاكمته بالاعدام وما كان رده الا (إنا لله وإنا إليه لراجعون)
رغم الظروف وغشاوة المصير والإنذارات بالهزيمة، وعدم تكافؤ المعركة، أصر
على استمرار جهاده ضد مستعمره مهما تكن الظروف والنتائج، يتساءل
البعض ما جدوى القتال والكفاح؟ والهزيمة تلوح في الأفق والاحتلال
الإيطالي على الأبواب؟ كان هذا هو ولكنه ليس بمنطق الأبطال، الراغبين
في الشهادة الذين يقاتلون مهما كانت النتائج، فقط لأنهم يؤمنون بشيءٍ
واحد هو أن يحيوا في انتصار قضيتهم أو يموتون دونهاً، وذلك هو مصدر القوة
العجيبة التي تنفجر في قلوب الثائرين، حملة الرسالات.
وفي لحظاته الأخيرة يخبر شانقه بثقة كبيرة: «عمري أطول من عمرك»
وهذا ما ترجمناه بمعنى الحياة الأبدية، في الدنيا وفي الأخرى، وفعلاً صدق
ما قال، فمن يوم شنقه وحتى اللحظة ذكراه في العالم كله، ولكن من يعرف
شانقه اليوم؟ .. بهذا يسجل التاريخ أن أمثال عمر المختار لا يموتون، و لا
تنطبق عليهم قوانين الفناء كباقي البشر