بدأْتُكَ كالسرابِ على الفيافي
ومِنْ ظمأِ الزمانِ إلى الطوافِ
أسيرُ وفي ذهابي ألفُ معنى
أُقدّسُ كُلَّ من عرفواْ اختلافي
لأنّي لمْ أكنْ يوماٍ شحيحاً
على الورقِ المُغطّى بالجفافِ
رسمتُ حُدودَ أحلامي فذابتْ
من المعنى كثيراتُ المنافي
دخلتُ إلى الحقيقةِ بيد أنّي
عزمتُ على الحقيقةِ بالشفافِ
وقلتُ لكلِّ ممَنْ سكنواْ فؤادي
هُنا ملقاكمُ وهنا اعترافي…
لقد أبقيتموني منذُ جئتٌم
بريقاً، وانتزعتم كُلَّ ما في !
وقد بَدّلتُموني مِثلَ نهرٍ
وغَرْبَلتُمْ مِن الماءِ المَنَافِي
هُنا أنتُمْ فضاءٌ سرمديٌ
خذوا نصفي إذا شِئتُوا انتصافي !
لأنّا مانحون دماً حلالاً
تشابَكَ كالسحاباتِ اللطافِ
نعم، هذا جنونُ الورد جاءتْ
بهِ الأيامُ كالقدَرِ الخرافي
وقعنا فيهِ نَلْبَسُ أيَّ لونٍ
ولونُ الحُبِّ أفْضَلُ مَنْ نُكافي
فيا (ليلى) خُذيني إنّ روحي
معلقةٌ فجودي باكتشافي
رحلتُ إلى البعيدِ لكي أُلاقي
حبيباً واثقاً ينوي اْلتحافي
فكم -للأرضِ- أغنيةٍ تغني
بُكاءَ العاشقين على العفافِ!
كأنا لأنّا لاجئانِ بلا انتهاءٍ
وموطنُنَا بلا قلقٍ تدافِ
تعالي نُبطِئُ الأوقاتَ جرياً
مجازياً ، ولا نسعُ التجافي