آفاق حرة
حاورها : الشاعر صابر حجازي
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم من اجل اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع والكتابة
ويتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مسقبلا ,
وقد شارك من قبل في هذه الحوارات (50) مبدع . ويأتي هذا اللقاء رقم ( 51 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار.
.كيف تقدمين نفسك للقراء؟**
لمياء أحمد عثمان كاتبة صحفية بجريدة الأخبار المسائي ورئيس قسم التحقيقات والتقارير بجريدة صوت مصر الحرة
.أنتاجك الأدبي : نبذة عنة ؟**
صدر لي مجموعه قصصية إلكترونية (نورسين)
وكتاب خواطر الكتروني ( خرابيط))
كما طبعت كل من السعادة الخفيه ( نثر
غرام )رواية)
حكايات سنية المفترية(ساخر)
**تمارسين كتابة القصة والخاطرة الادبية والرواية ، وكتابة أي جنس أدبي استلهاما وعقيدة، همة وتجربة، في أي جنس أدبي تجدين نفسك أكثر؟.
أري نفسي بكتابة الرواية كي أتمعن وأتعمق في السرد ليصل ما أريدة لعقل القارئ كما أني أعيش بالرواية وأعشق شخصياتها
هل لنا من شئ من كتاباتك ؟**
الحب المدفون))
………………
أبادله نظرات الحب، حين يقترب أفتعل النظر بعيدًا، فيتلفتُ للوراء ليرى ما يجذب انتباهي، فيضحك لعلمه بتضليلي له.
عشقته سرًّا دون أن أسمع صوته، دون أن أراه من قريب، يبتسم بوجهي .. أنتظره لساعات طويلة على أمل أن أنظر لوجهه الطفولي .. فيقشعر جسدي.
كانت الصاعقة حين رأيته يتكئ على صديقه، يرتدي ملابس مملوءة بالتراب، ظننت أنه أُصيب بكسر قدمه أثناء لعبه كرة القدم، سِرْتُ وراءه، فاكتشفت أنه ألقى بحاله من شرفة الدور الثاني ليتخلص من خلافاته مع زوجته ووالدته؟!! تعجبت من كلمات الجيران (هتموت نفسك عشانها، طلقها أحسن).
رجل متزوج يحمل من الوسامة ما يجعله يظهر كشاب عشريني، تلجمت بقيود العاشقة المتفاجئة، ها هو حبيبي يرقد في أحضان أخرى .. يعشقها، فهو لا يرى الحياة بدونها، اختار الموت كي لا يبتعد عنها، ووضعها بكفة والدته، كم أنا حمقاء!! لماذا عشقته وأنا لست بمراهقة .. ظننته يصغرني بالعمر وسيوافق على زواجنا، لا أحمله أي عبء مادي، فقد ترك لي ياسر ما يأمن حياتي معه، ياسر -زوجي الأول- تزوجْتُه في الثانية عشرة من عمري، أحضرَ لي فستانًا جميلًا مرصعًا باللؤلؤ، وطرحة طويلة تندسل على ظهري، احتفل على ضفاف النيل بيخته الخاص، أثرت غرور صديقاتي، كان يتمني أن أنجب له ابنًا فقد حُرم من زوجته الأولى وهي تضع مولودها الأول الذي لحقها خلال ثلاثة أيام، أخذني للأطباء .. أخبروه أنني لا أقوى على الحمل لصغر سني، فلم يغضب .. أحسن معاملتي ورضي بقضاء الله .. حتي جاء يوم أخبره الطبيب أنني حامل، مات فرحًا لم يتحمل ..
المفاجأة أنه تركني وحيدة بعد غرق والدي بالعبارة العائدة من السعودية، تملَّك مني الخوف، ذهبت مع الجيران للمدفن، تعثرت بالطوب فسقطت بالمدفن وفقدت الوعي، فقدتُّ جنيني .. شعرت بظلمة القبر .. عدتُّ لحياتي بعد أن ترك لي ملايين الجنيهات، كان أحن رجل بالكون، كنت أرى به حنان أبي، لكنه كان ينال من جسدي ما يشبع رغباته الدفينة كرجل متقدم بالعمر، حقًّا فقدتُّ الحنان بعد رحيله، وها أنا اليوم أبحث عن العشق، لم أجد من يعيش معي، لا أعي معنى كلمة عشق، أعدتُّ حساباتي وقررت ألا أعيش بمفردي، سأنتظر فارسي الذي سيأخذني .. سأتظاهر بالفقر لأحظي بقلبٍ صادقٍ.
هل احترفت الكتابة، أم أنك تعتبرين نفسك هاوية؟**
أعتبر نفسي هاوية للكتابة
هل لك أسلوب معين (طقوس ) تتبعينها في كتاباتك؟**
ليس لدي طقوس لكني دائما معي ورقة وقلم لأدون أفكاري التي تأتي بأي لحظة
ما اللغة التي تفضلينها، لغة السرد البسيطة دون تعقيدات، أم اللغة الادبية المكثفة -ولماذا؟
أفضل لغة السرد البسيطة كي يصل المعني سريعا ولا يمل القارئ من أسلوبي
هل لنا من شئ من كتاباتك ؟**
انتِقَامٌ مِنَ النَّفْسِ)
………………..
دلَّلتني والدتي لأبعد الحدود، كانت تضع لي مساحيق التجميل، أرتدي فساتين أختي، أضع أحمر الشفاة .. كانت تضحك والدتي، تدمع عيناها .. فأظن أنني أسعدتها.
أعتدت على هذه الأشياء المشينة .. كنت أتعجب من صمت أبي .. لم يعلق على هذه التصرفات .. أطلقت شعري كي أتشبه بالفتيات .. تلقيت إعجابات من زملائي.
أما حين التحقت بالمدرسة سخر بعض زملائي من صوتي الرفيع وحديثي الرقيق، أطلقوا عليَّ اسم (سوسو) .. حزنت .. بكيت .. ذهبت لأختي أبكي وأقص عليها ما حدث، هدَّأت من روعي، ظللنا نلهو سويًّا، بدَّلت ثيابها أمامي فضحكت، طلبت منها أن أرتدي ملابسها الداخلية .. مزحنا سويًّا.
كنت أشاهد أفلام الرعب وأتلذذ بالخوف، أحرق نفسي بالنيران وأضحك، أعشق منظر الدماء يسيل من يداي .. أشعر بلذة.
لم تخبرني والدتي بخطئي، بل كانت تسعد لرؤيتي بهذه الأشياء، ذات يوم طلبتُ من والدتي أن أضع طلاء أظافر، فــنفَّذت لي رغبتي .. أتت جدتي إلينا تنهرتني، سخرت مني وقالت لي أنني فتاة ولست رجلًا!!!!
كانت والدتي تضحك .. فصفعتها جدتي أمامنا، مازال رنين عباراتها بأذني:
(أنتِ لست أمًّا لا تستحقين العيش .. أخبريني .. أتنتقمين من حالك؟!).
حين دخل والدي الغرفة فجأة وجدني أتحدث مع شقيقتي بمتعة، أُصدر صوتًا خفيضًا هائمًا بملذات الذل: لا لم نفعل الرذيلة.
لكنها كانت توبخني .. تضربني بخرطوم المياه .. حتى ظهر على جسدي علامات زرقاء .. تصفعني أقلامًا متواليةً.
صُدِمَ والدي .. فضرب أختي، وأخذني للنزهة وتحدث معي بصراحة، أخبرني أنه لا يُفضل هذه الأفعال المشينة التي سمحت لي أمي أن أفعلها.
أنا: لماذا لم تخبرني من قبل باستيائك من أفعالي؟!
صمت والدي دقائق .. مما أثار الشك بقلبي: أخبرني والدي بما لم يخطر ببالي، إن أبي كان مصابًا بالماسوشية.
تعجبت وسألته: ماذا تعني يا أبي؟
أبي: بمعنى أنني كنت شخصًا مازوخي .. أتلذذ بالألم الواقع عليَّ، سواء كان اضطهادًا أم توبيخًا.
منذ زمن بعيد نصحني صديقي أن أذهب لطبيبٍ نفسيٍّ، هناك اكتشفت مرضي .. بدأت العلاج واكتشفت والدتك مرضي حين قرأت روشتة الدواء الخاص بي، الذي كنت أحرص علي تناوله يوميًّا، فضحت أمري أمام الجميع، اتهمني والدها بالجنون، وقام بحجزي بمستشفى الأمراض العقلية بنفوذه وقوته، خرجت منها بعد عشرة أشهر .. ورفضني الجميع .. أتعلم .. إنني وحيد.
هربت والدتك بأختك من منزل والدتها، وأتت للعيش معي ثانيًا كي تساندني وتقف بجواري .. أوهمتني بالعشق الزائف.
ظنت عائلتها أن هذا المرض مرتبط بالعلاقة الجنسية نظرًا لجهلهم بالعلم، لم يعلموا أن هذا المرض لم يقتصر عليَّ ذلك فحسب، فكنت أذهب للأماكن المظلمة ويرتعد جسدي خوفًا من الحشرات، أنام بالشارع وسط الكلاب لأشعر بالخوف منهم، لم أكن أعلم أنها عادت لتنتقم مني.
عذرًا يا ولدي .. أنتَ في بداية هذا المرض، ولن أتركك، سآخذك لطبيب نفسيٍّ.
أمسكت بطرف ملابسه قائلًا: لا يا أبي .. لا أرغب أن يرفضني البشر، فأنا رأيت نظرات الشفقة، وضحكات الخبث بأعين والدتي حيالك، لست قويًّا مثلك لأتحمل ذلك.
أبي: لا تخشَ يا ولدي، لن أقبل أن يهينك بشر، سأثبت لك أنني أقوى من أي شيء بك أنت، سأطلق والدتك، سآخذك وشقيقتك .. فلم يعد يربطنا شيء سواكما.
أنا: لماذا أنجبتني وأنت تعلم أنها عادت لتنتقم؟!
أبي: لا تظلمني يا بُني، فهي علمت بحملها حين كنت بالمستشفى النفسي، ولم أكن أعلم أنها ستفعل ذلك، لم أقبل أن تضيعَ مني يا ولدي، أنا بريء مما فعلته بك.
أنا: لست بريئًا يا أبي، كنت تقوى على أخذي منها منذ بداية العمر، لكنك تركتني سنوات طويلة بهذا الذل والمرض.
أبي: لم يخطر ببالي أنك مصاب بهذا المرض، إلا بعد أن رأيتك مع أختك تتلذذ بالضرب، نعم كان لدي نسبة شك .. لكنني تيقنت الآن.
أنا: أتوسل إليك يا أبي، لا تترك أمي فهي بدأت منذ ثلاث سنوات في رفض تصرفاتي هذه.
أبي: لا يا بني، فهي ضربتني بمقتل حين تعاملت معك كأنثى، فظهرت لديك بوادر المرض.
عُدنا للمنزل سويًّا.
أنا: لماذا يا أمي تعاملينني كفتاة منذ طفولتي .. بل منذ نعومة أظافري؟
لماذا تسمحين لي أن أرتدي ملابس أختي؟
لماذا فضحتي أبي أمام البشر؟
شهقت والدتي ونظرت إليَّ بعين محدقة ..
أبي: أخبرت مهند بكل شيء، أنتِ الجانية، هيا اخرجي من حياتنا، سينتقم لنا الله منكِ، لماذا طعنتيني بابني .. أَتُعَذِّبين نفسك؟؟
هذا ولدك .. أتسمعين عن الأمومة؟!!
أنا: ألا تتعظين من عيشه بالذل معك لسنوات طويلة، ألا يكفيكِ إهانة والدك له، ووَضْعِه بمشفى الأمراض العقلية، كفى أمي كفى، لقد طفح الكيل منكِ.
توالت دموعها كالمطر، أخذتني أختي بين أحضانها، وقالت: سامحوها لقد أصابها الله بمرض السرطان لينتقم لكم.
بدأت رحله العلاج
شعرتُ بالشفقة على والدتي، لكن مازال الجدار الحاجز بيننا قيد البناء، لن أسامحها مهما طال بي الزمان.
**على ماذا يتوقف نجاح الكاتب، على فلسفته ونظرته إلى الحياة، أم على أسلوبه وأدواته** التي تخصه ، أم على موهبته؟
يتوقف نجاح الكاتب علي موهبته ثم تنميته لها عن طريق القراءة المكثفة ومعرفة قواعد اللغة وأسس الكتابة السليمة
أين تكمن روعة القصة الرواية الناجحة؟**
تكمن روعة القصة في مدي قربها من قلب القارئ فحين يكون الكلام من القلب يصل كالسهم بقلب القارئ
كيف تجدين القصة والرواية المصرية ، هل من تطورات طرأت عليها؟**
الأدب يعاني من أنحدار كبير في المستوي فكل من كتب يعتبر نفسه كاتب والقارئ يركز جيدا حين يقتني كتاب كي لا يقع فربسه لتجارة بعض دور النشر
هل لنا من شئ من كتاباتك ؟**
عناق الوداع
………………
بعد ان أمرني بالرحيل طلبت منة رجاء أخير وهو ان أرتمي بين أحضانة لألق بها ما تبق بداخلي من جراح ومعها أنهزامي امام ذاتي كم تحملت همساتهم علي امامك دون ان تصرخ بوجوههم هذه ملكي زوجتي حبيبتي لا تنطقو
الا يكف ذلك ان تسامحني علي تقصيري بحقك؟ عشقتك قتلتني حرفيا لكل ما تحملة الكلمة من بشاعة
والأن علي ان ارحل من دنياك يا من سأترك قطعة من روحي منغمسة بالألم معك
**هل الكتابة الادبية والانفتاح على العالم من خلال الشبكه العنكبوتيه صنع تواصل بين المبدع والقراء ؟
نعم الشبكة العنكبوتية لها دور كبير في أظهار المواهب والأتصال بالعالم
** من أين تأتين بمواضيع وشخصيات وأبطال أعمالك الأدبية، من البيئة المحيطة بك أم من الخيال؟
أعتمد علي خيالي في كتاباتي فالواقع امام الجميع لا مجال لسردة
**الحركة الثقافية في مصر الان ، كيف تقيمينها في الوقت الحاضر، هل تسير إلى الأمام، هل هي في تطور، أم العكس هو الصحيح؟
العكس صحيح للأسف
هل لنا من شئ من كتاباتك ؟
الشعب الكروي
……………..
بعد ان أفترق المصريين لفئات وطوائف كثيرة اجتمعو أخيرا علي حب مصر ورأينا الدفء بالشوارع كلنا علي قلب رجل واحد نرغب فقط بالفوز فعلي الرغم من شكوانا من سوء الظروف الأجتماعية مازلنا نعشق ترابها فمصر تجري بعروقنا
مصر يا بلدي يا أم الدنيا
مصر هتفضل جوه عنيا
مصر يا أمي يارب تقوزي
مصر يا دنيا أكيد هتكوني
الشعب الكروي تحول لكرة قدم كبيرة تترنح بين أرجل الظروف لكنه مازال وسيبقي صامدا رغم كل الصعاب
** في رايك ماهو حال حركة النقد في مصر ؟
كل من قرأ كتاب خاص بالنقد أعتبر نفسه ناقد وسمح لنفسه أن يجرح الاخرين بحجه النقد
أخيرا لك حرية الكلام، قولي ما شئت ولمن شئت؟**
أنتظرو روايتي بائعة الوجع أن شاء الله وهي في طور الكتابة أري انها ستكون بداية أنطلاقي بعالم الأدب
شكرا ألاديب المصري الاستاذ صابرحجازي علي هذا الحوار الرائع
وليكون الختام مع تلك القصة القصيرة
كائن النقود
……………..
ظهر مؤخرا كائن النقود وهو يطير بسرعة الف كيلو في الثانية فمع غلاء الأسعار باتت النقود عملة أشبه بالطير السريع يطير بالهواء فمع شراء ملتزمات المنزل من طعام وشراب يتبخر المال ويلجأ كائن النقود الي البيات الشتوي لم يشتري المرء سوي التزاماته واجمل ما في الأمر هو البعد عن التبزير لكنه حقا شئ محزن أختفاء هذا الكائن الذي بقدرتة ان يغير النفسية ويفتح الشهية ويضحك المفترية الي اين ستذهب ايها الكائن فجميعنا بالأنتظار ان تتحسن الأسعار قرشك داخل كرشك لا تجعله يغشك ويطير هنا وهناك تمسك به جيدا لن تعلم ما سينتظرك فيما بعد
كائن النقود
مالك كدة نمرود
تجري زي القرود
وتسيبني اغني موعود انا موعود
وبتنسي كل العهود
بس نشتري بيك اشياء تكبر الخدود