عمان آفاق حرة – خاص
كتب محمد صوالحة
هبت نسائم الجنوب … واتت نسمات جازان / المملكة العربية السعودية تحمل شاعرا كنا لا نعرفه … قشعريرة سرت …وخوف بدا سرعان ما تبدد حين جاءنا الشاعر أيمن عبد الحق محملا بالشعر .
حين يحضر الشعر تصمت كل الاشياء لتستمع … حين يحضر الشعر … تنصت كل المشاعر الا الخيال والروح فيحلقان بعيدا الى حيث يقودك الشعر في دروب ومتاهات ويأخذك الى حيث تحلم دوما …. وحين يكون الشاعر ممتلكا لادواته الشعرية يكون قادرا على الحفر في اللغة … ناقشا الصورة التي تبقى عالقة في الأذهان .
كل هذا كان في الامسية الشعرية التي نظمها ملتقى آفاق للثقافة والفنون في مقره بجبل الحسين ( بيت الثقافة والفنون ) مساء امس الاثنين 30/1/2017 ورعاها معالي الأديب طه الهباهبة واستضاف فيها الشاعر السعودي أيمن عبد الحق الذي صدح بقصائده ففرض الصمت على الحاضرين الا من تصفيق كان ينطلق تلقائيا من الأكف ليعبر عن اعجاب المتلقى بهذا الشاعر وما يقول لان الشاعر … كان حقيقيا … ممتلكا لادواته الفنية … قادرا على خلق الصورة الشعرية والمفردة البيسطة البعيدة عن التعقيد … خالقا حالة شعرية متميزة انست الحضور كثيرا مما سمعوا قبل هذه الامسية .
انطلقت الامسية الشعرية التي ادارتها الاديبة الانيقة والمتألقة عنان محروس واستهلتها بهذه الكلمات : مساؤكم خيال جميل يزهر في حضن الواقع … احلام محققة باذن الله … سعيدة انا بهذه المصادفة الزمنية والجغرافية التي تجمعني بكم دوما وأضافت فمن ربوع المملكة العربية السعودية طوى شاعرنا المسافات ليلقانا ويلقي جمال حرفه باسماعنا . في موعدها تماما وسط حضور كثيف ضاق به المكان .
واستهل الشاعر الجازاني أيمن عبد الحق امسيته بمشاركته الاردن والأردنيين احتفال الوطن بميلاد قائده بقصيدة اشادت بالاردن ارضا وشعبا وقيادة … قال فيها :
وقفت لمقدم نبضك العلياء وهفت للثم نبوغك الأسماء
واستقبلتك الروض توقن أنه من كأس نبلك تسكر الأشياء
ما بات في الأردن ثغر ساهر إلا وأنت لمقلتيه فداء
هاتيك أساد الثرى ما ذنبها الا تهاب زئيرك الأصداء
وسقتك افئدة لنشامى ودها فرحمت حتى شقت الاعداء
ماض كوجه الصبح عزمك في المدى ماذا يقول الماء حين يشاء
يا ابن الرسول قطفن من دوح الحسين اباءه ودليلك الانواء
في عيد مولدك البهي كأنما ولد الهدى .. فالكائنات ضياء .
وحين يتجلى الشعر يتناثر الدفء في الامكنة … ليغتال برودة الطقس ولتزهر المساءات بالابداع … ما ميز الشاعر في قصيدته الاولى هو صدق الكلمة والعاطفة التي انعكست شعرا بعيدا عن التزلف .
وتابع الشعر قراءته الجميلة حتى نهاية الموعد والحضور في صمتهم باقون .. و نسائم الشعر تحملهم الى حيث يريدون .. والى حيث تلامس الكلمات مشاعرهم فيطيرون للمتخيل ويتابعون مع الشاعر .
ومن قصيدته (بصمة العدم .)
بلا مدى أجوس في عينيك كالسراب
كالشموع حين تنطفي لتبدأ
الرحيل
بلا صدى
تهدل النداء كانكفاء دمعة
تكسرت قيودها
تشعبت حدودها
فأحرقت كف الضياع
كي تموت
مرتين
ونلتقي _ولا أرى ان نلتقي
اهم ما ميز الشاعر في امسية الأمس .. مقدرته الفائقة على رسم الحالة او الفكرة وصياغتها بشعرية عالية وبصورة شعرية مبتكرة معتمدا اللغة الشعرية الاخاذة والمفارقة المدهشة التي اعتمد عليها في كل مقطع شعري وقصيدة … حيث طاف في قصائده بين الهم الذاتي والهم الانساني … والوجع الحياتي واليومي الذي يكابده الانسان في يومه .
اصر الحضور على التفاعل عقب نهاية الامسية بمداخلاتهم التي اثنت على الشاعر وعلى ملتقى آفاق للثقافة والفنون الذي استضاف الشاعر .
وفي ختام الأمسية قدم رئيس ملتقى آفاق للثقافة والفنون الشاعر حسين نايف الفاعوري ومعالى السيد طه الهباهبه راعي الامسية درع الملتقى وشهادة تقديرية للشاعر أيمن عبد الحق .
لقطات من الأمسية :
حضور كثيف ضاق به المكان.
صمت مطبق اثناء القاء الشاعر لقصائده ..
كان يقطع ذاك الصمت التصفيق الحار الذي كان ينطلق بين مقطع شعري واخر .
الشاعر كان مميزا في قصائده والقائه .
الحضور طالب بالمزيد من القراءات .
اثنى الحضور على الشاعر وعلى ملتقى آفاق للثقافة والفنون وطالبوا بمزيد من اللقاءات التي تبعث الامل في ان الشعرما زال بخير
اغلب الحضور التقططوا الصور التذكارية مع الشاعر .
معالي الاستاذ طه الهباهبة راعي الامسية … كان جميلا بحضوره … مستمعا لكل كلمة وكل حرف يقال .
معالي ابو علي تميز بحبه للطفال .. فكان مصرا ان يستمع منهم لم يحفظون ملتقطا معهم الصور ..