آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
قصيدة ضيف شرف الليلة الثالثة من ليالي مهرجان الجاكرندا الشعري الاول الذي نظمه بيت الثقافة والفنون .
قاب قوسين ، أو أقل قليلا
كل حال مقــدر أن يـزولا
قاب قوسين ثم تمضي كأن لم
تكُ يـومـا وإن مكـثت طويلا
سنة الله أن تجيء وتقضي
مثل طيف الكرى يمر عجولا
مدلج في الحياة يطلب خلدا
ككسيح يطارد المستحيلا
رحلة فوق زورق فوق موج
مستبد لا يستقر فتيلا
وحبال النجاة فيه أفاع
تلقف العمر بكرة وأصيلا
وسراج الحياة يذوي ويذوي
مسرع الخطو يستحث الأفولا
أي سر على العقول عصي
ظل رغم اكتناهه مجهولا
كم عركنا الوجود درسا وبحثا
وقطعنا الحياة عرضا وطولا
وسبرنا أغوارها فعلمنا
أن رب الحجى يعيش عليلا
وأضانا منارة الفكر سعيا
وشربنا زعافه سلسبيلا
وحفظنا لدولة الشعر مجدا
وفضجنا من كان فيه دخيلا
وقهرنا ظلم الزمان اصطبارا
ولبسنا ثوب الإباء الجميلا
وحملنا همومنا ومضينا
حين صار الوفاء عبئا ثقيلا
إيه يا صاح هل رأيت مقاما
لم تبدل أحواله تبديلا
حكمة الشيب أن ترى أي أمر
خارج العقل منطقا معقولا
رب عمر قضيته في التمني
ومضى دون أن ترى المأمولا
قصة الخلق والفناء ستبقى
مثل لغز يعيش جيلا فجيلا
ما علينا لو أننا كسوانا
قد مررنا بها مرورا هزيلا
لم نسل عقلنا لما أتينا
أو إلى أين لو عرفنا الوصولا
وقبلنا مصيرنا وانتهينا
مثل من عاش في العصور الأولى
في قبور تحل فوق قبور
أو قصور ستستحيل طلولا .
