يقال أن كل الذين عادو من الموت عرفوا قيمة الحياة إلا أنا عدت احن الى لعنة الموت الحرام كلما ضاق بي الشوق ذرعًا إليك .
ربما عدت لكني لم أعد …أشعر انني مُت منذ تلك الليلة ، ألتي قررت ان تغادرني فيها واغادر الحياة بعدها ، مازلت احن إلى تلك الستائر المتَصلّبة وطلاء الغرفة الأبيض و الأسرة الباردة وتلك الايادي المغتاظة من خطوتي تلك دون أن يأبوها بأكتشاف اسبابها حتى ..
لاتعلم انت كم تمنيت ان تُختم اجفاني ليلتها إلى الأبد وأن تكون تلك الاشياء آخر ما رأيت وشعرت ، ولاتعلم ايضًا أنني عدت إلى الحياة بغير حُلة ، حلة ميّتة لا تعرفني بقدر جهلي لها وأن احدًا لم يعرفني بعدك … حتى التي انجبتني عجزت عن التعرف إليّ !
لم أتمكن إلى الآن من اقناعها ان طفلتها التي كانت طوع رغباتها لم تعد هنا وأن روحها تقبع في مقبرة تُشيّدها اضلعك وأن الحياة وكل مافيها قد سُرق منها مع قلبها !
أخبرني كيف لي أن اقنعها بتقبل ابنة جديدة لاتشبه ذاتها وليست من رحمها بقدر ما هي من رحم قلبك ! هي لاتعي أن السرقات لم تعد مالًا وجسد ، لاتدرك ان الالباب تمشي وتُغَوّل ايضًا بل انها تركض صوب المحبوب على اربع ! لا تفقه انانية الحب وقسوته بل لا تُسلم بهِ حتى ..
ما الذي سيقنعها الآن بعدم عودتي مع استحالة عودتك وبعجزي عن تخطي الحدود التي شَيّدها لي قلبك من أجل استعادة فتاتها المأسورة لديك ؟! وماالذي سيجديه رثائي وسؤلي هذا الذي قطع أعواما من استنطاق صمتك دون جدوى أو أمل ؟