اليوم عدت الى المكان الذي ولدت فيه و التقطت من أعطافه أول أنفاسي
و خطوت في أحضانه خطوات طفولتي الأولى .. فارقته طفلة لا تحسن التزود لمسافات الحنين الممتدة .. رتبت حينها تفاصيله في منطقة بين الحلم و الحقيقة .. خبأتها بعناية .. هذا البيت القديم الأنيق من بيوت القصبة بالجزائر العاصمة .. الباب الخارجي .. المدخل .. الأرضية .. النوافذ الكثيرة المختبئة .. الدرج و الطابق العلوي .. البيوت المحيطة و الأزقة الملتوية … كل المكان بكامل نبضه أجده اليوم فأدخل منطقة الدهشة و أنهار حنينا .. أفهم شكواه من سطوة الزمن .. تهدمت بيوت كثيرة و زال أثرها و ظل هو يقاوم الانهيار .. واقفا للاحتضان فأحضنه شوقا و عشقا …