بيت العادات السرية / بقلم : الأديبة الأردنية رنيم أبو خضير

لي بيت ضيق

مكتض

اسرة لا تطيق بعضها

البعض

ملتوية الشفاه

دوما

وعابسة

بلا ملامح حياة

في مدينة خالية لنا فقط

بلا سكان

متنافرين

عابسيين

جدران

باردة لا يصلها الدفء

وملتهبه

لا يطفئها ثلج قلوبنا

التي لا يمسها اصبع أمان..

 

 

نأكل الحزن

وأصابعنا ونجدل الوقت

شيب الأنتظار لزمن طويل

لتنتصر

ولتفوز احدنا

بالمعركة

ولتملك

وتستوطن بيت

الحزن للأبد.

 

في هذه المدينة

حجر الأساس

ضحكته

ثم يقوم الصباح للعمل..

 

على جدرانه

معلقه وجوه كثيرة

لرجل واحد

ينتظر بعيون لامعة

كلما لمحت احدانا وجهه

ظنت أن عيونه تضحك

لوجهها

 

ضحوك مرة

وعابس مرات

طيب لحظة

وماكر لساعات

بلسان ينقط كذب

وكلمات كثيرة تقول أن كل واحدة

منا الوحيدة

والفريدة

كلنا نلمس

الأخريات

ونراهن

كلنا يغشانا العمى

ويأكل قلوبنا حب كاذب.

 

لي بيت لأسرة

من نساء

جميلات

قبيحات

كثيرات

عالقات في بيت الأبوة

الذي لا يجرأن على

الفرار من حيطانه وشباكه

الحديدية

وقوع  لا مخرج منه

كل ايام هذا البيت الواحد من نيسان

على لسان صاحبه

لا يعرف الصدق ابدا.

 

بيت في قلب

رجل

لا يعرف معنى الأسرة

كل ما يعرفه معنى واحد

الحفاظ على مدادة

وقوته

من

الأسرى..

 

نمارس عاداتنا السرية

بلا سرية

أمام الملأ

عاريات بكل انوثتنا

في احضانك

نمارس الحب

وننجب اطفال من الألم

يكبرون في حدائق بيت

لا يسعنا..

 

لنا سيرة مرضية

واحدة

الحب

عضال لا براءة منه

ومرض خبيث يكبر اكثر

لا استئصال له…

 

نأكل الأمل من طبق واحد

ونشرب الأنتظار على مهل

دون جدوى

وبلاها

 

أنا في هذا البيت

أم لأبناء عاداتنا السرية الكثيرة

اكثر المنتظرين الخائبيين الوحيدين

لهفة

…  للقاء.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!