إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
الروائية والصحفية سماح عادل من مصر أعدّت لنا مقابلات مع كُتّاب عرب تحدّثوا من زاويتهم حول “ماذا يحدث غزة”؟ ومع الكاتب طارق حسين من العراق ورؤيته:
صحوة شعبية.. ما نراه جزء بسيط من وجع الفلسطيني
طارق حسين/العراق:
بصرف النظر عن موقفي الشخصي من حركة حماس وأخواتها الإسلاميات وجذورها (الإخوانية) سيما وأن نشأتها وتقويتها جاءت برغبة نيتنياهو لسحب البساط من تحت أقدام السلطة الوطنية ومن ثم مصادرتها للقرار الفلسطيني إلا أن إقدامها على عملية طوفان الأقصى التي كسرت هيبة الجيش الإسرائيلي التي لطالما كانت موضع فخر وتباهٍ لسلطة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة، كما كشفت عن وحشية العالم الرأسمالي الذي يضع مصالحه فوق كل اعتبار على حساب حرية الشعوب المستضعفة.
لا شك أن الثمن لعملية طوفان الأقصى الذي دفعه شعب غزة باهظ على كل المستويات، لقد زهقت فيه آلاف الأرواح جلها من الأطفال الأبرياء والنساء المكلومات والشيوخ، فضلا عن دمار البنية التحتية لكامل قطاع غزة وما زال القصف عليها مستمرا ولا أحد يعرف مداه.
أقول رغم هذا وذاك أثبت الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من أسلحته التقليدية قدرته على الصمود بوجه أعتى قوة عسكرية ليس في الشرق والأوسط فحسب في العالم كله إذا ما عرفنا مساندة أمريكا لها بكل ما أوتيت من قوّة مما أدى إلى تضامن الشعوب الحرة معه بالضّد من رغبة حكامها المؤيدة للصهاينة.
كما وإنها أوقفت مسلسل التطبيع إلى ما بعد حل الدولتين الذي طاف موضوعه على السطح وصار الحديث عنه بقوة بعد طوفان الأقصى.
كما وقد خاب أمل بايدن في تحقيق مشروعه الرامي لتهجير سكان غزة من أرضهم وإسكانهم في صحراء سيناء والذي تصدّى له الرئيس السيسي بكلّ قوة.. أخيرا وليس آخرا تبقى قضية الشعوب المطالبة بحقوقها المشروعة في التحرر والاستقلال قائمة حتى تحقيق مراميها.