الريحُ تعصفُ بالنوارس تسلبُها زغبَ البراءةِ في عتمةِ الدروبِ وأسماكُ الزينةِ تبلعُ الطُعمَ المعتّقَ منذُ ألفٍ ونيف ، ليستْ تلكَ القرابينُ في نسختها الأخيرة إنّها رِحْلةٌ بلا مسافر بينما حوت الشرِّ في ترقّبٍ وانتظار يتوارى خلفَ متاريسِ التجاهلِ والإهمالِ يقتفي هُنا وهناكَ فاغراً فاهُ يبتلعُ خلسةً ما تناهى لهُ يحفظُ سرّ الموتِ في عينهِ الوقحة يستعجلُ الغرق ، وهناكَ مَنْ يهدهدُ مهدَ الفجرِ بيدٍ ويغتالُ بالأخرى وجهَ الصباحِ ولازالَ رأسي متدلِيًّاً في فمي يكظمُ أنفاسَ التناهيد رغم أني لا أخشى مرارةَ البوحِ فقدْ تجرّعت ُالحنظلَ في مواسم العنبِ وركبتُ الصعبَ في أزمنةِ اليسرِ لكنّني أخشى اغتيالَ الكلمةِ علىٰ صخرةِ الصَمَم وفي مسالخِ التعتيم فتُغيّبُ الحقائقُ خلفَ ستائر الضبابِ بينَ أشواكِ التعب وأجنحة الغمامِ ، لا بُدّ منْ مسكةِ عقلٍ في همسِ الجنون ، ربّاه ما هذا الوجعِ الصامتِ في هدأةِ الليلِ فعلىٰ جبل التيهِ تنتحبُ الفراشاتُ وتصمتُ العنادلُ فقدْ لا يدركها الربيعُ ، فمَنْ يشتري العتمةَ بالسراب !؟ لقدْ أعيانا النفخُ في الفراغِ والسيرُ بينَ القضبان والأفقِ المسدودِ فأدمنّا الصلبَ علىٰ جذعِ الزيتون .