هو الليلة فى حالة يرثى لها
يستمع إلى الموسيقى الكلاسكية
يفر بين يديه اوراق رواية يعيد قرائتها
ويمزج أدخنة مختلفة داخل غرفته محكمة الغلق
هو لا يعرف شكلا لها
لكنه يدركها تمام كثدى أمه لأول مرة
يتطلع لوجه أمرآة تسكن فى مخيلته
ويدير احاديث وهمية
تنتهى بقبلة أو مشادة
فرغت علبة مهدئاته
يعلم جيدا لو رحل
سيجد من حوله مبررين على الأقل
لوجوب رحيله
وان ثمة علاقة بين الموسيقى والموت
كلاهمها يشق طريقه إليه
وكلاهما راحة
مازال يدركه الصباح على جارة ثرثارة
تنادى بائع الخضروات من خلف نافذة مكسورة
وصوت مفتاح حديدى يطرق أنابيب الغاز بكل كراهية
وبالكاد يلقى التحية على نفسه
داخل مرآة المصعد
وهو يهبط