لست انا
من وقف في جحيم ظلالك
وقال :
ما ابرد لهيب انفاسك !
حين تمرّين
على استحياء تصاحبك الاشجار
ولست انا
من ينبش في بئر ادرد
ليبرهن انّ الفرات
ما زال حيّا في المطر
ولست انا
ايضا
من علّمته الاسئلةُ
كم مرّ من وهم عليه? !
وهو يحسب قطارات الموتى
حين ترسل
الالقاب والكنى
الى تاريخنا المبلل بالنحيب
فمَن انا اذن? !
هذه عيوني تغشاها ضباب جديد
وتلك ساقاي تتوكآن على قصبة ناي جريح
ويمناي التي كنت اظنّها رفيقة وهمي
خدعتها حروف الهجاء
بمزيد من ضباب الترقيم
فآختلطت الارواح
واستبدلت الاسماء
نكاية باغاني الرعاة
اما اوراقي التي اشتريتها من سوق النساخين
فقد اوهمتني مرارا
بوصفاتها السريّة في صناعة الحبر
فواعجبي
ما زالت ترفض السواد
وهي تنزف بياضها
كل لحظة في سماء مثقبة بالنجوم
ومستحمة بالغيوم
لن اكسر ناي حروفي
ولن ابدّل خطواتي بغير افقها
ولن اكون
مثلما يريدون
خائف انا
من زوايا توشوش بصمتها في مقابر الكلام
وحزين انا
في ما تبقى لنا من حصة الوجع
ولست انا
كلَّ هذا الذي مضى
وما سيكون
فمن انا
اذن? !