لأن الأيام لا تأبه لعدد الدقائق التي تضيع منك
ولا تقرضك بعض غفوتها
ولا تتأسف لأن الزمن الذي قضيته لم يكن موازيا لبحثك الدؤوب عن تعليل مناسب للنسيان :
لا تـــهتم بالحساب .
لأن الأرض تخمش طرفا منها كل وقت.، لتزيل قشرة مزعجة من أديمها ،
ولا يهم أن تختفي معها تلك الكائنات المزعجة التي لا تنفك تتمدد كالفطر عليها ..
تلك الكائنات التي لا تكف عن إهراق أي شيء . حتى دمها ، لهوس غريب بتشكيل هندسات مضحكة على طرف هنا و هناك منها
الأرض تتثاءب و هي تتفرج بضجر على هذا الحراك الحثيث لهذا الكائن المضحك الصغير وتتركه إلى حين :
فلا تهتم بالحدود و الرايات ..
لأن السماء وفية لابتعادها و ألوانها
لأنها مشغولة بترتيب الشفق كل يوم بأشكال جديدة
ولأن الأصوات المسافرة فيها لابد أن تذوب في الصمت العميق لفستانها الممتد بلا نهاية
السماء التي لم تفكر قط في خفض عينيها إلى أسفل .. كي لا تخدش زرقة هدوئها الأزلي
تمسح عن وجهها مرة مرة دخان ذاك الكائن المزعج حين يطاول نعاسها بنفخة ريح لا مبالية :
فلا تهتم للصراخ ..
لأن ذاك القلب وحده من يحمل كل هذا الركام
وحده المكتظ بهذا الضجيج السائل أشكالا و ألوانا المسمى حياة
وحده قلبك يعطي الأسماء للأسماء
و يجمع حروف الاهتمام كي يلبسها للأشياء
وحده من يهتم بالأرض
و يهتم للسماء
و يحلم أن هذا الكائن المزعج سيد على الأكوان
لأنه وحده يدركك و يحتويك :
فاجعله البدء و الكنه و المآل ..
:
……
لا تهتم !