“”””””””””””””””””””””””
البادية ؛
عطر الأرض عتقته السنون ؛ فيها يتفتق الكلام عاريا من الطعون ؛
تمشي الظلال فيها غير متوجسة بالظنون ؛ الناس فيها أصفياء عقل ؛
وأنبياء نبل .
البادية ..
أول الظهور للأشياء والكلمات ؛ بسيطة تشف كما المطر
لم يتلبسها غبار الوقت ؛ سريعة الحركة والذوبان لاتتيبس أليافها
عند أول استدارة ؛ قريبة من غشاء السماء ؛ في بكارة كالفجر
النقي .
البادية ؛
حنان أم لاتمل من العطاء ؛ حب غجري لا يشرب إلا من الأعالي ؛
وسادته النجوم ؛وغطاؤه الليل والنهار في تحاب سرمدي ؛
كأنه خيمة مفتوحة تعانقها أيادي النخيل ؛ و أسراب الحمام ساعة
الرحيل .
البادية ؛
نزوع المشي إلى الترحال ؛ و عزوف الظل عن الدعة ؛ ونفور
الشبيه من الشبيه ؛لاحياة تعتمد التكرار ؛ الكل في بوح و استفسار
.. فيها يتسع ضوء السؤال ؛ لكل لسانه وعدة مقال ؛ الخبر فيها يصنع الحال .
البادية ..
طبع لايفارق ؛ و عمق متأصل غارق ؛ به ينشأ الخلق على
التعرف بالسلائق ؛ الحس فيها بدء ؛ والعقل معلم محقق ؛
العين ميزان لاقط ؛ و الشم عرق غير ساقط ؛ واللمس بالقلوب
لائط ؛ والذوق مائز من غير شطط .
البادية ..
هويتي ؛منها جئت ؛ و بها مشيت؛ وإليها أسوق غوايات
الوقت ؛ كي أجذر الطفل الذي كنت .