بالأمسِ رَحَّبنَا بِهِ إذ أقبلا
و اليومَ شَدَّ رِحالَهُ مُتَعَجِّلا
أكرِم بِهِ ضيفاً خفيفاً زارنا
و مضى على أَمَلِ اللقاءِ مُهَروِلا
و كأنَّهُ من عندِ ربِّ العالمينَ..
مُبشِّرٌ للقانطينَ مِنَ المَلا
حَمَلَ الرسالةَ أنَّ ربِّي راحمٌ
يمحو خطايا من بِها قد أُثقِلا
و جِنانُهُ قد فُتِّحَتْ أبوابُهَا للتائبينَ
و بابُ ” مالكَ ” أُقفِلا
غُلَّت شياطينُ الغِوايةِ ، و اكتوى
إبليسُ في أصفادِهِ إذ كُبِّلا
للهِ شهرٌ كالنسيمِ طراوةً
غَمَرَ القلوبَ بنورِهِ مُتَفَضِّلا
كم ذا تَرَقَّبتُ البهيَّ حضورَهُ
أدعو ، وأسكبُ أدمعي مُتَوَسِّلا
حتى إذا ما جاءَ وَلَّى مُرقِِلاً
و كذاكَ كُلُّ العُمرِ يمضي مُرقِِلا
…..
رَمَضَانُ كيف تركتنا! أرأيتنا
..كالسابقاتِ..مُضَلَّلاً و مُضَلِّلا ؟
أرأيتنا كالعامِ في نَزَواتنا
نبني لها صرحاً مَشِيداً مُذهِلا ؟
أم أنّنَا عُدنَا بقلبٍ خَاشِعٍ
للهِ ، نَرتَادُ السَّبِيلَ الأمثَلا
نَمشِي عَلَى أَثَرِ الحَبيبِ مُحمَّدٍ
أرواحُنَا تَرنُو لِجنَّاتِ العُلَا
….
رَمَضَانُ ما زالت دِماء بلادنا
تجري و غاصِبُها يَصُولُ مُجَلجِلا
القدسُ ترزحُ تحتَ وطأةِ مُعتدٍ
يا كم أذاقَ رجالَها طعمَ البِلى
آهٍ و أقصانا يَئِنُّ و يشتكي
و المِنبرُ المكلومُ صاحَ مُهَلِّلا
أرأيتَ ما صِرنا إليهِ،و لم نكن
نرضى سِوى نجمِ المجرَّةِ منزلا ؟!
…..
رَمَضانُ إنْ غَادَرتَنَا لا تَنْسَنَا
يا رَائِعَ النَّفَحَاتِ عُد مُتَفَضِّلا
و احملْ بَشَائِرَكَ العَظِيمَةَ ،إِنَّني
مازلتُ في عَفوِ الكريمِ مُؤَمِّلا
حمداً لكَ اللهُمَّ أنْ بَلَّغتَنَا
خيرَ الشهورِ ، و أنتَ خيرٌ مَوئِلا
فَاْمنُنْ على العبدِ الفقيرِ بتوبةٍٍ
و اغفر خطايا من دعا مُتَبَتِّلا