يا رائعَ النَّفَحاتِ/ بقلم :د جمال مرسي ( مصر )

بالأمسِ رَحَّبنَا بِهِ إذ أقبلا
و اليومَ شَدَّ رِحالَهُ مُتَعَجِّلا

أكرِم بِهِ ضيفاً خفيفاً زارنا
و مضى على أَمَلِ اللقاءِ مُهَروِلا

و كأنَّهُ من عندِ ربِّ العالمينَ..
مُبشِّرٌ للقانطينَ مِنَ المَلا

حَمَلَ الرسالةَ أنَّ ربِّي راحمٌ
يمحو خطايا من بِها قد أُثقِلا

و جِنانُهُ قد فُتِّحَتْ أبوابُهَا للتائبينَ
و بابُ ” مالكَ ” أُقفِلا

غُلَّت شياطينُ الغِوايةِ ، و اكتوى
إبليسُ في أصفادِهِ إذ كُبِّلا

للهِ شهرٌ كالنسيمِ طراوةً
غَمَرَ القلوبَ بنورِهِ مُتَفَضِّلا

كم ذا تَرَقَّبتُ البهيَّ حضورَهُ
أدعو ، وأسكبُ أدمعي مُتَوَسِّلا

حتى إذا ما جاءَ وَلَّى مُرقِِلاً
و كذاكَ كُلُّ العُمرِ يمضي مُرقِِلا
…..
رَمَضَانُ كيف تركتنا! أرأيتنا
..كالسابقاتِ..مُضَلَّلاً و مُضَلِّلا ؟

أرأيتنا كالعامِ في نَزَواتنا
نبني لها صرحاً مَشِيداً مُذهِلا ؟

أم أنّنَا عُدنَا بقلبٍ خَاشِعٍ
للهِ ، نَرتَادُ السَّبِيلَ الأمثَلا

نَمشِي عَلَى أَثَرِ الحَبيبِ مُحمَّدٍ
أرواحُنَا تَرنُو لِجنَّاتِ العُلَا
….
رَمَضَانُ ما زالت دِماء بلادنا
تجري و غاصِبُها يَصُولُ مُجَلجِلا

القدسُ ترزحُ تحتَ وطأةِ مُعتدٍ
يا كم أذاقَ رجالَها طعمَ البِلى

آهٍ و أقصانا يَئِنُّ و يشتكي
و المِنبرُ المكلومُ صاحَ مُهَلِّلا

أرأيتَ ما صِرنا إليهِ،و لم نكن
نرضى سِوى نجمِ المجرَّةِ منزلا ؟!
…..
رَمَضانُ إنْ غَادَرتَنَا لا تَنْسَنَا
يا رَائِعَ النَّفَحَاتِ عُد مُتَفَضِّلا

و احملْ بَشَائِرَكَ العَظِيمَةَ ،إِنَّني
مازلتُ في عَفوِ الكريمِ مُؤَمِّلا

حمداً لكَ اللهُمَّ أنْ بَلَّغتَنَا
خيرَ الشهورِ ، و أنتَ خيرٌ مَوئِلا

فَاْمنُنْ على العبدِ الفقيرِ بتوبةٍٍ
و اغفر خطايا من دعا مُتَبَتِّلا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!