الصفعةُ الحانيةُ لا تأتي إلاَّ وهيّ محفوفة بالحِكَمِ تكادُ تقتلعُ جذورَ التذمرِ من منبتها السحيقِ قدْ أطبقَ السكونُ علىٰ الأرجاءِ ظلّاً من أشرعةِ الرجاءِ وغابَ عن الأنظارِ المُطَأطَأةِ أنّ وراءَ الغيمِ سرٌ عميقٌ وخلفَ جدارِ الصمتِ خارطةٌ لا يفقهها إلاَّ الصائمونَ عن الزيغِ قبلَ الطعامِ والشرابِ ها قدْ نمتْ فسائلُ الصبّارِ وترعرعتْ مما ترقرقَ من تلكَ الغيومِ المالحةِ نعمْ قدْ كانتِ البطونُ غرثى والأكبادُ حرّىٰ والشفاهُ ذابلة لكنّ حصادها كانَ وفيراً من فِطَنٍ تومض وصدورٍ تعمر ورضابٍ يرطب وما أكملَ القمرُ دورتهُ إلاَّ والمَدّ قدْ جرفَ كلّ هذا الغثاء وتطهرتِ الشواطِئ بشمسِ الأصيلِ وتجلّىٰ الصدقُ يانعاً تستعذبهُ النفوسُ النقيةُ لكنّها لا زالتْ علىٰ المحكِّ ففي عمقِ المحطاتِ تتربصُ الأقدارُ قدْ يختفي ضيّ القناديلِ أو يشتعلُ ألف ألف سراج .