حين صَّب الليل سواده على العشب …
رأيتك تنسجين من الشعاع فستاناً…
حين كان شعاع البدر يشتعل …
رأيتك تعزفين الضوء ألحاناً …
حين كنت تمشطين…
وتزهرين من الشباك كما وردةٍ …
إستحال آذار عند رؤيتها الى نيسان…
حين صَّب الليل سواده على العشب …
رأيت الشرفة تعلو حتى تعانق الغيم …
وتترك تحتها …
أي تحتكِ هشيم السواد …
وأنت تصرخين بصوت أعلى من الشرفة:
الوصل هو النجمة التي ترعى الحب …
هو إعتداء الحياة على الموت …
وارتفاع الصوت عندما ينطق الصمت…
حين صَّب الليل سواده على العشب …
ملأ الجفاف حلقي …
بدا العرق متعباً وهو يتصَّبب من جبيني …
لا أعرف إذا كان للحزن طعم لكني تذوقته جافاً مالحاً…
حين صَّب الليل سواده على العشب…
لم أراك وأنتِ تجدلين الكواكبَ ضفيرة ضوئية…
بل كنت أحاول أن “أتعلم الرسم بصمت”و أنا انظم لعينيك …
قافية تنثر الشوق حولك إذا ما هززتها بغيابي …
لا تذهب مع زمن ذهب مع الريح …
وترك ليَّ إنطفاء أعواد الثقاب ..
وحدتها …
رمادها …
إنكسار أطيافها وأطرافها …
وأزيزها الضبابي ..
حين صَّب الليل سواده على العشب …
أنهيت القصيدة وأغمضت عينيَّ لأستنشقها
وأنسى رائحة الملوحة والغياب …
فهبت على عجل ستارةٌ اطفأت شمعتي …
لتوحِشَ وحدتي …
وتمنعني من الإلقاء …
لذا سأعزف عوداً وحيداً لحنه زمجرة ريح…
تذري من قافيتي رماد البقايا…
لحظة ما تشرقين مرة ثانية…
حين يصُّب الليل سواده على العشب…
تتجشأ المدينة الملئية بالحيرة …
حين يتركني سعيداً
بإبتداء الموت المؤجل حتى النهاية…