أسمي ريحانَة أبلُغ مِن الْعمر ستونَ عاماً من الْوجع عشرَ أعوامٍ على ورَق .لاأملُك عائِلة ضَريرَةُ القَلب لا الْعينَين .
لدي صديقٌ ثابِت منذُ ثلاثَة أعوام عُكاز أيامي الذي أستَنِد عليه لكي أعرف طَريقي الْمَليء بقطع حادة مزقت قلبي .
الآن الساعة الواحدة ظهراً وقت الإستراحة قبل الغداء جاءت صديقتي ألما لتخبرني أنها تريد أن تلعب معي قليلاً أمام المنزل أخبرتُ أمي أنني سألهو قليلاً مَعهُا وقد ألحيتُ عليها بالصراخ وبدأت أجهش لها بالبُكاء لقد.أقنعتها بلألئ دموعي التي تتساقط لم تستطع التفريط بفرحي قالت لي: إِذهبي ياحَملي الصّغير لَكن لاتَطيِلي علي بإشراق إبتسامتُك هذه حسناً، ألما كانت قد سبقتني إلى الحي لكي تُزيل الحجارة التي في الطريق ذلك الحي العقيم من ايُ فرحٍ بعد تلك الحادثة إنه قد ألتهم نِصف أصدِقائنا أعلم ياأمي أنني متأكلة الان لم أكن أغلم يومها أنه أخر نهار وأخر أشِعة شمس سأراها، صوَتُ غريب اسمعه للمرات المتكررة لم تكن تخبرنا أمي أننا في حرب كانت تقول لنا أن أصدقائنا يهدمون منازلهم لأنَهُ حانَ موعد دخولهم الجنة .
كانت تخاف علينا من القلق ليتكِ أخبرتنا واحسرتاه ياأمي ! ااساعة الواحدة والنصف كنا نضحك أنا وصديقتي حينما سمعنا ذلك الصوت عم الهدوء في الحي من أطفئ النور صوت صريخ في أذني بدأت وقتها بالركض من الهلع ولم اعد أرى سِوا الضّباب
الكَثير من الدماء لا اسمع شيئا غير صوتان بدى لي أنني أعرِفهُما صَوت ساعَة التِي في يَدي تَقول :تك تك تك ،وصوت المُسعِف يقول إنها على قيد الحياة أخذتني المُمَرِضَة إلى تِلك الغُرفَة البَالِية وضَعتني ملائِكَةُ الرَّحمة على الَسرير المُمَزق وشَراشِفَهُ المليئَة بِالدِماء لكي تُسعِفَني استوقفني ذلك السرير ،
عجباً يا هذا!!! إنكَ تَحمِل كُل يومٍ قِصَة طِفلٌ يَتِّم إسعافَهُ بِطَريقَةٍ مَا
أكادُ أجزِم أنَك أصبَحتَ موسوعةَ للِكثير من القِصَص التي قد مرت عليه من قبل وسَتَمُر علَيه
ها قد مرَ يومان وأمي وأبي لم يأتي أيُ خبرٍ عنهم كنت قد أخبرتُ ملائكَة الرحمَة بعنوانِي وهُويتي كانت تعلم أنهم حان موعد دخولهم الجنة ولم تقل لي خِشية على حالتي لم أكن أعلم وقتها أنني لم أعد أبصر وأن أخر نورٍ حلَ على روحي هو ذَلك اليوم إنني تبعثرت يوماً تلو الآخر كنت أقول في نفسي أنني سأقاوم من أجل عيناي أمي اللوزيتان وضحكة أبي كانن شفائي من كل الآلام ، وأنها أياممٌ وستمضي ولكن ألامي كانت تمضي على روحي فتتآكل كَلماسَمعتُ دَباتُ أقدامٍ عندَ باب الغُرفة ولَم تكن أقدامُ أيُ أحدٍ من عائلتي إنني سَأكبُر ولن يكونَ هناك لي من يحب أحاديثي ومن يتشوق لسماعها بللهفة؟ أنني سأقضي سنين عمري ببردٍ لن يكون هناك من يحنو علي ليدفئني
سنين عُجافٍ تنتظرني إنني الآن تحت الصِّفر من الأحلاَم فتاةٌ لم ترى شيئاً مُحمَلة بِالخيبات قلباً بالياً روحاً انطفئَت وماتت على عتَبة ذَلك اليومَ المَشؤوم
أتعلم أيُها السَرير أنني أصبحتُ مُتجردة حتى من عائلتي ؟ أين يفرُ المِرءُ بَعد أَن صوَبَت الدُنيا كل أَجهِزَة المَوت بوجههِ الذي لم يرى شيءٌ بعد؟
إلى أيُ كتِف سأسند رأسي اذا تألمت؟ أيُ ملاذٍ سَيئوي بُكائي وإنهزامي أمامَ مخاوفي ؟
أُمي أبي إخوَتي مَنزِلنا أين أنا وأينَ أنتُم؟
أسمعُ صَوتَ أبي وهو يقول ريحانة القَلب أيُ قلبٌ ذاكَ الذي تُرِكَ هُناك أذكُر أنك قد أسميتني بريحانةُ الجَنة على إسم والدتك وقلت لك يومها ولما الجنة قُلتَ لأنه لامثيل له ! أيقَنتُ أنني جَسدٌ بلا روحٍ هُنا الجَميل أن ذاكِرتي لم تخنِ أتذَكر بيتنا ومَنزِلُنا ذاك ،الصغير الذي كان يحمينا وقد جعلتهُ أُمي قصراً يتسع لكل مشاعِر الحُب والأَمان والاحتواء، وحديقتنا البسيطة التي حوَّلها أبي إلى جنة تأبى العين أن تغمض جفنيها لرؤيتك لها آه آه لو تعلمون أنني الآن ضَريرةُ القَلبِ لا عينين ..
الاقتباس
أيُ ربيعٍ عربي سَيمر بعد كُل ذلِك الخَريف الذي قد مَر على قُلوبِهم وَجعلت كل سنينَ طفولتهم عِجاف خالية مِن أيُ قَمح سُنبلة تُبَشرهم بِقدوم الخَير لقلوبهم