قال الفيلسوف … الحلقة الثالثة عشرعن الكتاب ..
كان لي صديقٌ فيلسوف … بأقوال الحكماء شغوف … سألته يوماً عن ..
ــ يا فيلسوف ماذا تقول عنالكتاب وفي الكتاب ..
فقال الفيلسوف , عن أي كتاب تسأل يابني..
ــ عن الكتاب عموماً يا فيلسوف ..
ــ اعلم يا بني أن أفضل الكتب واشرفها على الإطلاق هو كتاب الله عز وجل الذي أنزله على نبيه ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة السلام وهو المنقول ألينا تواتراً والمعجز بلفظه ومعناه والمتعبدبتلاوته والمتحدىبأقصرسورة من سورهالموجود بين دفتي المصحف من أول ” بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الي آخر قوله تعالى في آخر سورة الناس ” من الجنة والناس ” ثم يأتي بعد ذلك الكتاب الذي حوى الصحيح من أحاديث النبي المختار عليه افضل الصلاة والسلام ــ صل الله عليه وسلم ــ وذلك من أحاديث صحيحة.. ثم يأتي من بعد ذلك سائر الكتب كلاً على حسب مكانته ونفعه للبشرية والإنسانية جمعاء ..
ــ فتح الله عليك يا فيلسوف , ولكن قل لي يا فيلسوف
ــ أقول ماذا يا بني ..؟
ــ قل لي لماذا انصرف الناس عن الكتاب في هذا الزمان الي غيره حيث وسائل العصر الحديثة .. ومغرياته الحثيثة ؟!!
ــ لا شك ولا ريب أنها لغة العصر وأدواته ومتطلباته إلا أن الإنسان لا يمكن ولا ينبغي له أن يتخلى عن الكتاب , ولأن الإنسان يا بني بطبعه ملول الا من رحم ربي فمن الناس من يحب الكتاب ويقتنيهويبلغ في سبيله وفي سبيل الحصول عليه الغالي والنفيس لما عرف له من نفع ومنهم من يراه غير ذلك ..
ــ ولكن يا فيلسوف الكتاب لابد منه , ولا مفر عنه , مهما أغرانا العصر بوسائله الحديثة , فالكتاب يا فيلسوفهو الصاحب المخلص النافع الصدوق وقد أحسن من قال .. ” وخير جليس في الزمان كتاب ” .. أحسنت وأحسن شاعرك يا بني هو كذلك .. ولذلك ترى العالم المتقدم ابتدأوا من حيث انتهينا نحن
ــ فعلا يا فيلسوف أصبت هم أخذوا منا كل العلوم وأخذوا عنا, وبدأوا من حيث توقفنا نحن لذلك تجدهم اليوم في الصدارة ..
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف كيف كان أسلافنا الاوائل يهتمون بالكِتاب والكُتَّاب ..
ــ اه يا بني لقد بلغ من سلفنا الصالح أنهم أول من جعلوا للكتاب مكاناً مخصص له وسموه ببيت الحكمة وبذلك تكون أول دار علمية اهتمت بالكتب أُسست في عهد هارون الرشيد وكان مقرها في بغداد
ــ هذا ما كان يخص الكتاب والكتب فماذا صنع سلفنا الصالح بالكُتَّاب والمؤلفين
ــ في قصتي إجابتي اسمعها يا بني
ــ قل أسمع يا فيلسوف
ــ يحكىبأن المأمون في العصر العباسي الأول حين تولى الخلافة أصدر فرماناً أميرياً بمقتضاهأن كل من ألَّف كتاباً في فن من فنون المعرفة أوترجمه من لغته الأصل الي اللغة العربية أعطاه وزنه ذهباً..
ــ ذهباً يا فيلسوف .. أجل يا بني ذهباً خالصاً عيار واحد وعشرون
ــ يا سبحان الله فما بالنا نحن في هذا الزمان لا نهتم لا بالكتاب ولا بالكاتبفي هذا الزمان , وهذا العصر والاوان ..
ــ لنا الله يا بني ..
ــ ولكن قل لي يا فيلسوف كيف نعود إلي ما كنا عليه في القديم وفي سالف العصر والزمان , وكيف تعود لنا الصدارة والريادةكما كنا في الماضي القديم , ويكون لنا السبق في كل شيء
كما كنا يا فيلسوف
ــ يكون لنا السبق ونعود إلي ما كنا عليه في القديم وفي سالف العصر والزمان .. حين نرجع الي كتاب ربنا وسنة نبينا ونهتم بالعلم والعلماء , ونقبل على الكتبننهل منمعارفهاونتيمم حياضها ومواردها العذبة كما كنا.. أنسيت يا بني أن أول ما أنزل من عند ربنا هو قوله تعالي ( اقرأ ) وقول الله تعالى وهو يطلب من نبيه أن يدعوه بقوله .. (وقل ربي زدني علما )
ــ صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين
ــ ولكن ماذا تقول يا فيلسوف في من يعرض عن الكتاب وعن العلم والمعرفة ماذا يكون جزاءه , وكيف يكون حاله ..
ــ يا بني هذا أمرٌ شرحه يطول وأنا الليلة مشغول
ــ وأنا بكل الحب والمعرفة بمشاغلك الليلة أقول .. إلى الغد إذا يا فيلسوف