إنّه السابع من تموز…يا إلهي قلبي يخفق بسرعة كما لو أنه يضخ دمًا لسكان الكوكب أجمع…ها أنا ذا أنتظر نتيجتي الفاصلة بين حاضري ومستقبلي الأبديّ ….وأخيرًا فتح رابط النتائج…ثلاثة، اثنان، واحد … يا إلهي لا أصدق!! حلمي يطرق بابي ، انهالت أمي وأخواتي علي بالزغاريد وسرعان ما ضجّ الخبر بكل ركن حيث أقطن….
مضى ذلك اليوم كسواه من الأيام التي تسجل حضورها في التاريخ ثم تمضي بحال سبيلها…لكن فحواه المميزة سرمدية بقلبي إلى الأبد!! هل لي أن أنسى حلما تكرر وتكرر وفي النهاية تكلل؟؟
قطع الزمن من خطواتي الدراسية شوطًا…ها أنا ذا أنهيت السنة السادسة من الطب وفي طريقي إلى جامعتي لأستلم الشهادة فأكمل على وفقها مشواري الدراسيّ،
لا أعرف ما الذي ينتابني اليوم!! أشعر بسعادةٍ تعطّر أحاسيسي، علمًا أن روتيني لم يختلف ولم يحدث شيئًا مميّزًا!!…وبينما أنا غارقة في بحر التعجّب عن أسباب السعادة المباغتة هذه، إذ بشابٍ يسحبني عن منحنى الطريق، وينهال علي بالمعاتبات الرقيقة…مابالك، كادت السيارة أن تدهسك، أرجو أن تكوني أكثر حذرًا…أحسست أن أسئلتي جلّها تمّ الإجابة عنها بهذه اللحظة…سلبت عيناه العسليتان كلامي منّي…ليختبئ في عيوني…نسيت الدنيا بأكملها وعينيّ تخاطب عيناه!! ….ثم أيقظني من غفلتي هذه بصوته الحنون…إلى أين طريقك؟ ..فأجبته إلى كليّة الطب…أجابني: يا لجمال الصدفة!! وأنا كذلك، فلنكمل سويًا إذا….وبعد أن وصلنا واستلمنا شهاداتنا ، جلسنا في حديقة مجاورة ، تعرفنا على بعضنا أكثر وتبادلنا خيوط الأحاديث….وبعد ذلك عدت إلى بيتي، والسعادة اتخذت من ملامحي مسكنًا!!
وسارت الأمور هكذا على نحو صداقة جميلة، إلا أن أثمرت هذه الصداقة لتصير حبّا مزهرًا بالإخلاص يتألّق بأريج الصدق والتضحية…
منه عرفت ما معنى الحب…فجأة اجتاح قلبي بدون استئذان واحتلّه ليجعل منه مستعمرة أبديّة…كان كهديّة وهبها لي ربّ السماء ….وكان القطعة الأخيرة التي تنقص قلبي لينير مشاعري معنى ….سلّمته مفتاح فؤادي فقفله ….عُميَ قلبي عمّن سواه….فعلا كان الختام مسك
من نافذة حبّي المفاجئ، رأيت الجنة بأبوابها السبع !!