آهٍ من الشَّوقِ، إن ضاقَتْ نَفْسي،
هَمَسْتُ لها: اصْبِري…
ففيكَ أَجْري، وفيكَ نَفَسي.
وَلَعي فيكِ نَداءٌ لا يَهْدَأُ،
ومَنْعُكِ لَسْعَةُ نارٍ
تَسْكُنُ همسي.
عِشْقٌ يَتَرَقْرَقُ ما بينَ صَباحي وأَمْسي،
فَلا تُمِلِّي عَلَيَّ المَسافاتِ،
هي ظِلِّي… هي كل أُنْسي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا مَلِكَةً تَسْكُنُ مِحْرابَ وُجودي،
يا نَبْضاً يَجْري في عُروقي
دونَ خارِطةٍ أو حُدودِ،
أَنْتِ الحاضِرَةُ في غيابِكِ،
والغائِبَةُ في حُضورِكِ،
أَنْتِ سِرُّ رُدودي،
كُلُّ أَشْتاتي تَذُوبُ فيكِ
لَهْفَةً تُخالفُ قُيودي…
صَباحاتُكِ المَليئَةُ بالأمَلِ
تَنْثُرُ شَهْداً في ورودي،
كأنَّ الشَّمْسَ حينَ تَراكِ
تَشْرَقُ من عُيونِكِ لوجودي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا نَبْضَ القلبِ، يا مَهْدَ انْبِثاقِ الحياة،
يا مَلكوتَ أنْفاسي،
يا عَرْشَ الطُّقوسِ الساكنَةِ في صلاتي.
في مِحْرابِ انْتِظارِكِ،
مَلأْتُ كُؤوسَ غَرامي بٱهاتي
مِن طَيْفِكِ العابرِ مثلَ نَسيم،
شَرِبْتُ نَبيذَ الشَّوقِ مع عبراتي،
لا أَسْكَرُ إلّا مِن رِيقِكِ،
فأنتِ سُكْري ووعيي،
وأنتِ سُهادي ومناماتي.
أسْهَرُ، والليلُ عليلٌ،
أَلُوذُ إلى ذِكراكِ كَمَن يَتَعَبَّدُ،
أُقَبِّلُ طيفك في مجراتي،
وأَذْكُرُ عطْرَكِ في زَفَراتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذاكِرَتي حَفَلَتْ بِمَسافاتٍ لا تَفْنى وأنا معك،
والحُدودُ تمتدُّ لِحُدودِكِ،
تَمْنَحِينِي سلامَ الرُّوحِ، رُغْمَ انتظارك،
رُغْمَ هذا الجُرْحِ الباسِم،
فَكُلُّ طَلَّةٍ مِنكِ،
تَكْفي لتُحييني
كأنّكِ الحياةُ نفسُها،
حينَ تَلْمَسُ حُطامَ غيابك.
آهٍ من الشَّوق
يَتَجَسَد فِي أوْرِدَتِي
يُنَادِي مِن عٌمْقٍ رُوْحك