أحبك لا أرجو مع الوجد مخرجا
ومنكسرٌ حتى أراك تَبلّجا
ومستشرقاً إمّا بزغتَ بخاطري
وقد نزغتْ فيه السنون فأدلجا
لذكرك طعمٌ لا يقلُّ حلاوةً
عن التمر بل أشهى إليَّ وأبهجا
وطيفك مبذول الطيوب مهفهفٌ
على كلّ خُلْدٍ قد هففتَ تأرّجا
ومثلي بلألآء الحبيب معلّقٌ
ومثلك مستغنٍ عن القلبِ والحِجا
أحبك لا أبغي إنطفاءً بخافقٍ
تبرعمَ درّا مستضاءً فأسرجا
قضى عمره يقفو المقامَ تقصّيا
وفي عثرةٍ يخبو ..وأخرى توهّجا
ومازلتُ في سيري إليك يقودني
فؤادٌ بحب العالمين متوّجا
يحبك في كل الوجوه تبسّما
على أن دمعاً لا يكفكفُ إذْ سجى
يحبك في الآفاق مدّت بساطها
بكلّ تغاريد الجمال تبهرَجا
كثيرون يافيضَ القلوب تهافتوا
ونورك مستعصٍ …كأنهمُ الدجى
فمثلك لا يرضى خليلا مُغفّلا
يريدك تمليكا ..صكوكا ..بلا رَجا!
تمرّس في سفك الحياة تقرّبا
يظنّك…ياويلاه..حيثُ تضرّجا
يغلّقُ أبواب البصيرة والنهى
ويذبحُ معْوجاً غويّا مُلجلجا
كأنّ عيون الأرض من فرط غيظها
تهيئ زلزالاً وشيكا تَرجرجا
