إلى أينَ ؟
للطوفانِ ..
مَنْ يَبتغي الرُشدَ !
و( صنعاء ) في ( مرّان ) والمرُّ في ( صعدا)
إلى أينَ ؟
هل في المَوتِ وجهاتُ قاصدٍ ؟!
أبنْ لي ؟
فكلُّ العابرين انتهوا قَصدا
إلى طلقةٍ في الصدرِ جِئتُ لموتتي
أتُدرِكُ ما ألقى ؟
وهل جِئتُها عَمدا ؟!
إلى أرضِ وأد الجنتين انطلاقتي
وفي مِثلها كم أتقَنَ الوائدُ الوأدا
أُجَرُّ بشِعري من تلابيبِ أحرفي
وأنظرُ خَلفي للأمامِ الذي ارتدّا
أُساقُ لجزاري على صَحنِ طيبتي
وأُربَطُ بالحبلِ الذي يَربِطُ الوردا
لأرضٍ من الأحلامِ في عَصرِ تُبّعٍ
تَتبّعَها الكابوسُ في عَصرنا الأردى
نُقسّمُ والأنعامُ أشكالَ قوتنا
رمتنا بِعَظمٍ واشتهتْ لقمةً جَردا..
وجمّعَ هذا فوقَ هذا فُتاتَهُ
وضيّعَ هذا تَحتَ هذا الذي عَدّا
وناولَ هذا جُثّةً بَعد جُثّةٍ
فصارَ أديمُ الأرضِ من تَحتِهم قَدّا
أيا وطنَ الأمواتِ ..حيِّ كفاحهم
بجُمجُمةٍ كم أثقلتْ حملها الزندا
فتضحيةُ الأبرار هَدرٌ بأمةٍ
تُقتّلُ أحراراً لتملأنا فَقدا
إليّ ..إليّ
الحربُ ما بينَ إصبعٍ
يُداعبُ هذا الخَصرَ إن خاصمَ النَهدا
ونَلعقُ مِلحَ النَجعِ فَوقَ شِفاهنا
ويَلعقُ ذاكَ الثَّغرُ في غيّهِ الخدا
إليّ ..إليّ
الواطئون دماءنا
بنوا من عظامِ الحي أبراجهم حمدا
تُخالطهمُ في غَمرةِ الموتِ ضحكةٌ
فأسهمهم في زَهوها تُرخِصُ العهدا
عليهم من الأقذارِ ما ساحَ نَتنُها
وإن بلغوا في سِترِ عَورتهم جَهدا
وإنّي لَكشّافٌ لكلِّ دَنيّةٍ
لها يُخبِتُ الخوّانُ ..تَفضحهم فَردا
و إنّي اشتهيتُ الطعنَ في ظهرِ جائرٍ
( وما شيمةٌ لي غيرها تُشبهُ ) الوغدا !