أراكِ أمامي/ بقلم:محمد الدمشقي (سوريا)

أراكِ أمامي فأرمي ورائي
تلالَ شجونٍ تغطِّي سمائي

وأبحثُ عنِّي بعينيكِ علِّي
أعودُ إليَّ نقيَّاً كماءِ

وأغرقُ فيكِ فأغدو انعكاساً
لبدرٍ يشعُّ بعينِ المساءِ

وألثمُ ثغركِ حدَّ اشتعالي
وأحضنُ ضوءك حدَّ انطفائي

أشاكسُ صمتَكِ حتى تغنِّي
ليقطفَ صوتُك مني عنائي

وأمحو السوادَ قليلاً قليلا
وأصبغُ شعركِ بالكستنائي

لعلَّ المدى ينتشي من جنوني
فأظمأُ أظمأُ حدَّ ارتوائي

تطلِّين من شرفةٍ في خيالي
فتحضنُ حاءٌ من الحُلْمِ بائي

ويبزغُ في القلبِ عشقٌ ويبدو
على وجنتيَّ بريقُ الهناءِ

إليك القصائدُ تهفو لتزهو
بثوبِ النَّدى وسوارِ الضياءِ

تزركشُ بسمةُ عينيكِ كَوني
وتمنحهُ أنجماً من رجاءِ

وفي مقلتيكِ حنينٌ رآني
فأشرقَ قلبي بُعيدَ انكفاءِ

كأنكِ إكسيرُ حلمٍ تجلَّى
وصبَّ رحيقَ المنى في إنائي

ففاحَ الأريجُ بأرجاءِ شعري
وأطربَ كلَّ البرايا غنائي

وما عادَ للحزنِ نحوي طريقٌ
ليقطفَ مني بصمتٍ ندائي

وما عادَ بردُ الأسى يرتديني
فقد باتَ دفءُ اشتياقي ردائي

أحبُّكِ حدَّ احتراقِ المعاني
وقشِّ الكلامِ وعشبِ التَّنائي

أحبُّكِ تنهيدةً في ضلوعي
ورعشةَ وجدٍ ولحنَ انتماءِ

أحبُّكِ حدَّ اشتهاء انتهائي
لأعلنَ من شفتيكِ ابتدائي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!