عندما يلامس زند القصائد حوافَ الشذى،
وتتراكم في قلبكَ تلك العواصف،
سيبدو كل شيءٍ حقيقيًا،
رقيقًا، مثل قلبين عاشقين،
وأقربَ مما تظن:
ستكتب الأمطار رسائلها على نوافذك،
وترى قوسَ قزح، وابتسامتها الأولى
تزاحم شوقَ المسافات بين السحب.
نكون معًا، في ذات المكان،
لا اختصاراتَ بيننا،
في دروبِ القصائد
ورقصتِنا المشتهاة.
هو ذلك الوقت بيننا،
سرُّ اصطفاف النجوم،
رحيقٌ مترفٌ بالغنجِ،
يمضي خفيفًا… خفيفًا،
يترك خلفه قشعريرةَ ضفائرها،
كأنه قلبي المسكوب هناك…
تقول له،
وتبكي بدفءٍ غريب:
أعرني نهرًا
يشبه أشرعةَ الموجِ الأزرق في كفّيك،
يُغريك كعاشقٍ يعبر غنجَ الأمنياتِ
وحقولَ ضحكتها،
أو غيمةً بلون المساء
تتوسّدُ حزنًا أرجوانيَّ المزاج،
ينساب بلهفةٍ على شامةٍ
نسيت دفئها الخجول هناك.
آه، لو تدري…
كم يبدو طريقي الآن عاريًا،
لكنني لست وحيدة.
فالليل هنا، خامٌ تمامًا،
غارقٌ في فوضاه،
كأنه الحكاية الوحيدة
التي تعرفني.
ترسم في طرقاتي بيتًا بعيدًا،
يُربّت على شرودي
ونبضَك المتسربَ في دمي،
مثل هديل القنابر.
وأنا،
التي أُحبُّكَ الآن
كما لم أَهْذِ بكَ من قبل،
وحُرّاسُ الأبديّة هناك
يشهدون على ولادةِ نجمةٍ شاردة،
تغفو وحيدةً على قارعةِ الوجدِ الصاعد نحوكَ.
سربُ الغمام، نافذة وعصفور،
أفقٌ يتوارى بنا،
كحلمٍ ترك جناحيه،
مكسورَين خلفه،
ومصبوغًا
بكل أطياف الغياب.