الا يا قلب كم جهدك مواجع كل يوم واحزان
وكم جهدي أنا اتحمل عنا همك واحزانك
يُمر الوقت من عمرك وفكرك دايماً سرحان
تحلق به على العالم وانته داخل اوطانك
ومن شافك يظنك يا فؤادي للسلا عنوان
ومنتوج السعادة يحسبونه وسط دكانك
وما يدرون يا قلبي بأنك مثلهم زهقان
تخبّي الهم في صدرك وتظهر وجه سلوانك
فمرة تشتكي طيشك وعشقك للهوى والدان
وحب المال والدنيا وسعيك خلف شيطانك
ومرة تشتكي من فرقة الأحباب والخلان
ومرة تشتكي وضعك مع أهلك وجيرانك
ومرة تشتكي الحاكم ومرة تشتكي السجان
وانت يا قلب من سلم لهم ملكك وسلطانك
ومرة تشتكي قهرك على ما حل بالاوطان
وتتحسر على وضع الوطن ذي زيّد أشجانك
ومرة من وجع غزة تثير في داخلك بركان
وتذرف دمعك الغالي على دينك واخوانك
وتمسي من مآسيهم على فرش الأسى سهران
وصوت الآه في صدري يزلزل كامل أركانك
وكم يا اوجاع تلقاها تذوق الويل منها الوان
تبدّيها لك الأيام ما كانت بحسبانك
فلا تأسَ ولا تحزن فحزنك يفرح الشيطان
وذِكر الله سبحانه فقط من يذهب احزانك
وسامح كل من آذاك ولا تحقد على إنسان
وتُب يا قلب واستغفر ولا تجهر بعصيانك
وسارع نحو فعل الخير ورجّح كفة الميزان
فما با ينفعك إلا مدى صدقك وإيمانك
وختم القول صل الله على طه النبي العدنان
فردد يا خوي ذكره وعطر فيه لسانك