حبلَ شعبٍ فوقَ غاربِهِ
ما عادَ نبعَ هوىً
يصفو لشاربِهِ
كم كانَ في أغنياتِ العشقِ
عتمتُهُ تُبقي الحبيبَ بمنأىً عن مراقِبِهِ
ما بالُهُ الليلُ
خانَ العهدَ،
وانقلبَتْ آياتُهُ،
وتلوَّى في مآربِهِ
واستبدلَ الموتَ بالدنيا، وبهجتِها
ولمْ يَفِرْ عِرضَ مَن وافى بجانبِهِ
استأمنَ الناسُ جُنحَ الليلِ
كيفَ بِهِ تقطَّرَ الدمُ سيلاً من مخالبِهِ
دماءُ مَن كانَ في الماضي يزيدُهُمُ وجداً،
ويُسقَونَ صفواً مِنْ مشارِبِهِ
وكان أقسى الذي يخشونَهُ..
عتَبٌ مشاغِلٌ بالَ حِبٍّ مِنْ مُعاتبِهِ
حتى إذا استمطرَ الآلامَ فوقَهُمُ
ألقى عليهم رداءً من نوائبِهِ
وأعملَ البردَ سيفاً في جوانبِهِمْ
وأمطرَ الخوفَ من شتّى جوانبِهِ
يا ليلُ.. يا بردُ..
يا خوفَ الرجالِ من الآتي
رويداً،
بمَنْ جارَ الزمانُ بِهِ
في حضرةِ الموتِ
ينسى الحُرُّ نِقمتَهُ
لا يقتلُ الغِلُّ إلا قلبَ صاحِيِهِ