عادت بنت آوى من جديد لتعبث بألوان الصفاء
بعد أن أعياها المرض وضلت عن سبيل الدواء
كأني أراها تتربص بعصافير الهجرة في الشتاء
مهلا من ألِفَت الجيف ناذرا ما تشرئب إلى السماء
تولت مدبرة عن قتال يُصْليها شتى أصناف البلاء
أي جبن هذا..كيف تصطاد طيورا يهددها الفناء؟ !
سرب من البلابل أمطرها بشعر فظيع الهجاء
استاء السامعون من فُجرها فناصبوها بالعداء
وأُبلغت الأسود كي تحيل جنايتها إلى القضاء
جاءت تمشي على انكسار مُخْفية كيدها كالنساء
قالت ما مثلي يحتال لقنص الحِمْلان من الرِّعاء
أو يَنْصب فخاخا لصبية خر عليهم سقف البناء
أنا النبل أنا العفة أنا السماحة أنا الالتزام والوفاء
نظر القاضي إلى مستشاريه قائلا ما أرى من بغاء
وَيْحَكُم كيف أُدين جمالا ونسيما غاية في النقاء؟ !
ثم خرجت تجر ثوبها زاهية بالانتصار خُيَلاء
وجاء أسد من أقصى المدينة يغمره الاستياء
ضره أن يرى القصف يُصَوَّبُ إلى الأبرياء
أن يرى الشجر تُجْتَثُّ جذوره ويُزال عنه اللحاء
أن يرى محترفي العبث ينقضون بيعة الولاء
انتظر طويلا راجيا نزول القصاص من السماء
ثم قرر مَحْوَ ألوان السواد ليقطع دابر الوباء
فاستدرجها إلى سد باطنه البؤس وظاهره الرخاء
إذ قضت فيه عيشا شقيا لا تطيق حقارته الإماء
شعر جميل وتطبعه الفصاحة والبلاغة في الكلام
بوركت د. محمد بالدوان ننتظر جديدكم دائما
شكؤا جزيلا استذة مريم لهذا المرور الكريم