ليسَ لي في العالَمِ
سِوى صمتي
وَحُزني
وكلُّ ما تبقَّى
يَعتَدِي عليَّ
ويستفزُّني
ألوذُ بآلامي
وأبكي
لا أحدَ يصدِّقُني
لو قلتُ لَهُ :
– إنَّ قتلَ البريءِ جريمةٌ
واغتصابَ الفراشاتِ
إثمٌ
واستغلالَ الطُّفولةِ
عارٌ
ومنعَ الماءِ عن الظَّامئِ
حرامٌ
وتشريدَ النَّاسِ من بيوتهم
كفرٌ
وتدميرَ البلادِ
فظاعةٌ
لا أحدَ يصدِّقُني
لاأحدَ يسمعُني
تَتَوَجَّعُ الأرضُ معي
تندبُ حظَّها
بانكسارٍ
وعيونُ السَّماءِ
تقطُرُ ألماً
على ما يجري
العالمُ
يَلْهثُ خَلفَ حَتفِهِ
دونَ أنْ يَدري
لا أحدَ
يَأبَهُ لاحتراقِ الوردِ
لا أحدَ
يَكترثُ بِوَباءٍ
يَسُدُّ عَلَينا المَنَافذَ
فنَحنُ دَجَاجٌ في قَفَصٍ
ننتظرُ السِّكينَ بِبَلاهَةٍ
وَمَازِلنا نَنْقُرُ غَفلَتَنا
وَنَتَبَاهَى
بِطُولِ أعناقِنا
َنَزْهُو بِرِيشِنا الأبيضَ
أمامَ يَدٍ تمتدُّ
لتذيقَنا
طعمَ النَّارِ *.