على شاطئ البحر جلتُ غروبًا
وشمس الأصيل تمطّت عليْه
فرقّ لدفء هواها عميقًا
وأغفت طويلا على ساعديْه
تُسرّ إليه بشوف تلظّى
وبعد الفراق تؤوب إليْه
فيحضن منها جميل المحيّا
ويحنو عليها بكلتا يديْه
هو البحر ينشد شعرًا حميمًا
تسيح حروفه من مقلتيْه
أنا البحر أشواقه تتماهى
وتحضنني في منى عارضيْه
أنا الزّبدُ الهادر المستكين
كرغوة حلم على ضفّتيْه
وبيني وبينه قصّةُ وجْدٍ
يرتّلها الموجُ في مسمعيْه
أنا البحرُ،أمواجه تتهادى
وحينًا تثورُ على منكبيْه
أنا البحرُسرٌّ وليس يُفضُّ
وصوتي العميق صدى خافقيْه
يوشوشني البحر مدّا وجزْرًا
فأغرق في ملتقى رعشتيْه
أصيخُ إليه فيهمسُ شعرًا
يعطّر روحي شذى أصغريْه
يداعبُ منّي جدائل عشقي
فيُربكني في لظى وجنتيْه
وأرنو عروسًا بتاج القوافي
عروس البحار تُزفّ إليْه
سلامٌ على البحر حين يلينُ
وحين يثورُ سلامٌ عليْه
