أنت القصيدة/بقلم:محمد الدمشقي

أنتِ القصيدةُ وانبثاقيَ
فاسطعي
كالشمسِ بين غمامتين
ماضيَّ واليومِ الذي لم يكتشفني
حين سرتُ بلا خطىً…
نحو الغدِ المنفيِّ خلف بِحارِ بَينْ
واستنشقي عبقَ انتظاريَ والشجونْ
وشذا اشتياقاتي السجينةِ والظنونْ
وعبير أمنيةٍ هنا خبَّأتُها… في رعشتي
وزرعتُها في مهجتي
كي لا تضلَّ طريقها ما بين بينْ…
ورسمتُ عينيها بلونِ صبابتي
كي لا يصبَّ الليلُ فيها عتمةً…
أو دمعتينْ،
…..
يا من منحتِ قصيدتي نزقَ الخيالِ وسحرَهُ
فعبرتُ أسوارَ الحقيقةِ عاشقاً
وسموتُ فوق مواجعي وضبابها
ورأيتُ حلمي في شفاهكِ رأيَ عينْ،
وسكبتِ في قلبي حنانَك بلسماً
فأعدتُ سطراً تاه من أنشودتي
ورجعتُ نحوي خطوتينْ،
لم أكتشف معنايَ إلا عندما
رمقتْ سماؤكِ لهفتي
وقرأتُني في نظرةٍ مشتاقةٍ
أو ربما…
في نظرتينْ
….
وبكِ اكتملتُ وصرتُ أُشبهُ بسمتي
وغدوتُ شعراً كالنسائمِ مرَّ بين رصاصتينْ،
وحديثَ آهاتٍ يراقصُ ياسمينَ حنينِهِ
كي يستعيرَ حمامتينْ،
ويعيدَ لحنَ سطوعه
وهديل فجر بزوغه
قبل الغروب بغصةٍ وبنجمتينْ،
قبلَ التلاشي بين أكوامِ الهمومِ كرقصةٍ
ذبلتْ ولم تجدِ الصَّدى
فتكسَّرتْ خطواتها وتناثرت أزهارها
ما بين أشواكِ الردى
وغدت سرابَ حكايتينْ،
…..
لكنني ما زلتُ أبحثُ عنكِ فيكِ
ولم أجد معنايَ في “ماذا”
و”كيف” وظلِّ “أين”
وتبعتُ خيطَ الوهمِ دون توجُّسٍ
حتى أضيءَ فراشةً في إثرِهِ
ورجعتُ أحملُ خائباً
خُفَّي حُنَينْ
ما تهتُ… لكن خبَّأتني الريحُ خلف سحابتين
وسلِي الجداولَ عن دمي
ومراكبَ الأحلامِ عن تنهيدةٍ
غرقتْ شواطئها
وذاقتْ من مرارةِ غربتين
فمتى يردُّ إليَّ عطرُكِ نغمتي وأريجَها
ومتى إلى حزني يمدُّ سناكِ جسراً من لجينْ؟
أم أننا…
أسرى سطورِ قصيدةٍ لم تكتمل…
إلا… بحرقةِ آهتينْ.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!