برقية مع القمر
علمت بأنك تحب وجه القمر
فأطلت إليه النظر
وبعثت لك حديثي الغائب بصمت
ليشرح تفاصيلك ببريقها
حينما تنظر إلى وجه القمر
تذكّرني
بأنني أكتبك
على هذا البعد من القمر
كنت بعيدا
خبأتك في جيب قلبي أمنية
لأسهب في تفاصيلك
ووجهك الأبيض بقميصك الأبيض
وأناملك اللبنية تلتقط صورة عابرة
وتبقى في برواز قلبي
أرسمك
أنا من أولئك الذين لا يمرون على الأشياء المتفردة بسلام
بل أحاربها بأمل اللقاء
أدعوهما كأمنية .. أرسلها
وتُعَلق على حائط القمر
حتى تستجيب!
مسامرة مع شاعر ببرقية مهداة
مع ضوء القمر
لتتشكل حروفاً شاعرية على أسطر كاتبة…
أكتبني قصيدة متمردة
مرت على حياتك
وعُلقت في حائط قلبك
ترتجي القافية بالحب
وتزين بألوان الغرام
وكأننا نلتقي على نوافذ الأمنيات
وننظر إلى وجه القمر
وأرسل لك أحاديثي المعلقة
بصمت
كنت أنت هو ذلك القمر
الذي يطرق على نافذتي
وأنا تلك النجمة التي لا تغادره
أيها الشاعر الذي لا يرتجي النساء في قوافي سماء شعره
أنا تلك النجمة العالقة في سطر قصيدتك
كلما قرأت ظلام الحروف كنت وهجك…
مع كل مركبة فضائية
وددت لو
أرسل لك أحاديثي المتوهجة على سماء قلبك
على بريق حرفك
على سطر قصيدتك
ومع وجه القمر
أرسل لك ابتسامة ودمعة!
مع نسيم وطني المحمل بالبارود
أرسل لك السلام
وأعبر الخيال العالق
بين دفتي أنهر وطنك
على أمل الوصال
صمتك قابع على بريد رسائلي العالقة
تنتظرك لتجيب
وألحن لك ترانيم أحرفٍ
بأنغام أصابعك كتبتها
وأكون جارة القمر
في جيب قلبك .. أعشقه
قلت لي ذات ليلة
إن الخبث الذي يستحل قلبك
عن نساء العالمين
هو من علمك
بالتأمل في وجه القمر
دونهما وتكتفي بك وحدك
ثم ماذا بعد الوحدة
حينما كسرت مفتاح الخبث؟
بعض الكسور جميلة
كالهلال تماما
لماذا لا نتشكل كشقي القمر
ننكسر لنصبح هلال ونجمة
تحتضن تلك النجمة وإن كانت بعيدة
لتقترب ونتشكل قمرا واحدا
بعد أيام المشاعر
ونكن!
أيها القمر العالق على سماء قلبي
بل أقصد سماء وطنك
أرسلت لك أحاديثي الباهتة الخالية المتفردة
المتمردة الحزينة
على بعد أوطان القريبة
على أمتار الحروف
بصوتك الشعبي بقافية (الجيم)
وكأن منار القمر
وصوتك
يرسلان لي طمأنينة السلام
الذي فقدتها أوطاننا
تعال نتفق
لنكتب قوافي قصائدنا
على حافة القمر
ونرسل نجمة للعابرين على أرواحنا
بأننا سنلتقي على مدائن بابل
نسطر تلك الحكاية على ضوء القمر
بأننا كواكب التقت من بين سدٍ وأنهر