يا قُرَّةَ العَيْنِ أَنْهَيْتُ اخْتِبَارَاتِي
وَلَمْ أَعُدْ ضَجِرًا مِنْ ضِيقِ أَوْقَاتِي
عَامٌ يَمُرُّ وَلَمْ أَمْنَحْكِ أُغْنِيَةً
وَلَا نَقَشْتُ عَلَى كَفَّيْكِ أَبْيَاتِي
وَقَصَّةُ الشَّعْرِ مِنْ عَامٍ تُعَلِّمُنِي
فَنَّ المَسِيرِ وَتَقْصِيرَ المَسَافَاتِ
تَرَكْتُ شَعْرَكِ يَنْمُو كَاتِّسَاعِ غَدِي
وَالْيَوْمَ يَا حُلْوَتِي جَاءَ الغَدُ الآتِي!
عَامٌ يَمُرُّ وَقَلْبِي لَيْسَ لَيْسَ مَعِي
فِي صُحْبَةِ العِلْمِ قَدْ أَنْسَى حَبِيبَاتِي…
إِلَّا الَّتِي وَدَّعَتْنِي وَهِيَ بَاكِيَةٌ
وَأَطْلَقَتْ فِي وَدَاعِي بِضْعَ نَهْدَاتِ
وَسَجَّلَتْ رَقَمِي فِي الوَتْسِ قَائِلَةً:
لَسَوْفَ تَنْطِقُ عَنْ حَالِي رِسَالَاتِي
ظَلَّتْ تُعَاتِبُ يَوْمِيًّا بِلَا كَلَلٍ
وَلَا تُفَارِقُنِي إِلَّا لِسَاعَاتِ
تَقُولُ: إِنِّي بِلَا حَظٍّ، أَقُولُ لَهَا:
هَذَا يُسَمُّونَهُ حَظُّ الجَمِيلَاتِ!
وَكَانَ أَعْنَفُ شَيْءٍ قَدْ أَقُومُ بِهِ
حَتَّى أُعَذِّبَهَا، إِخْفَاءَ حَالَاتِي
وَطَالَمَا حَظَرَتْنِي وَهِيَ غَاضِبَةٌ
وَغَادَرَتْ دُونَ أَنْ أَدْرِي (قُرُوبَاتِي)
وَكُنْتُ أَهْجُرُهَا ظُلْمًا وَتَهْجُرُنِي
وَإِنَّمَا الهَجْرُ مِنَّا بِضْعُ لَحْظَاتِ
وَمَرَّةً غَضِبَتْ إِذْ أَبْصَرَتْ صُوَرًا
لِلأَصْدِقَاءِ وَفِيهَا جَلْسَةُ القَاتِ
ضَيَّعْتَ وَقْتَكَ! قَالَتْ، قُلْتُ: لَيْسَ سِوَى
عُودٍ يُوَثِّقُ عَرْبُونَ الصَّدَاقَاتِ
عَامٌ تَعَلَّمْتُ فِيهِ أَنَّ دَمْعَتَهَا
يَوْمَ الوَدَاعِ سَتُذْكِي كُلَّ غَايَاتِي
قَرَّرْتُ أَبْنِي لَهَا فِي الشَّمْسِ مُنْتَجَعًا
لَكِنَّ لِي بَلَدًا يُلْغِي قَرَارَاتِي!
نَنَامُ وَالقَصْفُ يَعْلُونَا فَكَيْفَ لَنَا
أَنْ نُوقِفَ الحَرْبَ عَنْ أَرْضِ المُعَانَاةِ؟
يَا قُرَّةَ العَيْنِ يَا مِرْآةَ أَخِيلَتِي
إِنَّ الغُبَارَ تَعَالَى فَوْقَ مِرْآتِي
حَيَاتُنَا اليَوْمَ مَوْتٌ آخَرٌ فَمَتَى
سَيَلْتَقِي ثَمَّ أَحْيَاءٌ بِأَمْوَاتِ؟!
مُسْتَقْبَلِيُّونَ لَكِنْ هَمُّ حَاضِرِنَا
هَدْمُ المُرُوءَاتِ فِينَا بِالمَرَارَاتِ
م.س