أَيْنَ الفُؤادُ/بقلم:هائل الصرمي

أَيْنَ الفُؤادُ وَأَيْنَ الرُّوحُ وَالمُقَلُ؟
لَمَّا رَحَلْتُمْ تُوارى البِشْرُ وَالأَمَلُ

كانَتْ لَنا لَيْلَةٌ بَيْضاءُ مُشْرِقَةٌ
كَأَنَّهَا الشَّمْسُ يَغْشانا بِهَا زُحَلُ

كانَتْ لَنا مِنْ مَعينِ الوَصْلِ مَأْدُبَةٌ
لَذِيذَةٌ طَعْمُهَا الأَلْفاظُ وَالجُمَلُ

واليَوْمَ غادَرَتِ البَيْضاءُ مَوْطِنَهَا
فَلَمْ يَعُدْ بَيْنَنا وَصْلٌ وَقَدْ وَصَلُوا

ما ذُقْتُ مُذْ غادَرُوا وَصْلًا يُنَوْرِسُنِي
كَأَنَّ أَصْداءَهُمْ فِي الرِّيحِ تَرْتَحِلُ

كانَتْ لَنا فِي رِياضِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ
هَطَّالَةُ الأنسِ يَشْدُو حَوْلَهَا الغَزَلُ

واليَوْمَ ولَّى صَدَى الأَلْحانِ مِنْ شَفَتِي
وَاغْتالَ صَبْرِي لَهِيبُ الحُزْنِ وَالوَجَلُ

مَنْ لِي بِلَيْلٍ بِهِ الأَحْبابُ يَجْمَعُنَا؟
فَإِنَّ لَيْلَ الفِرَاقِ المُرَّ مُكْتَمِلُ

يا سَاكِنِي الرُّوحِ، عُودُوا فَالمُنَى ذَبُلَتْ
وَالبَينُ أَوْهَى فُؤادِي وَهْوَ مُبْتَهِلُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!