أَيْنَ الْعُيُونُ اللواتِي كُنَّ لِيْ وَطَنا؟!
وَكُنَّ لِيْ فِي الْهَوَى صَنْعَاءَ بَلْ عَدَنَا!
وَأَيْنَ أَيْنَ…؟! حَدِيْثُ اللَيْلِ يَسْأَلُنِيْ
عَنْهَا سَلِ الْبَحْرَ وَالْأَصْدَافَ والسُّفُنَا!
عَنْ شَهْقَةِ الْحُبِّ فِيْنَا! وَيْحَ قَافِيَتِيْ!
تُفْشِيْ بِأَسْرَارِ مَاضِيْنَا وَتَفْضَحُنَاْ!
وَرِفْقَةٍ كَشُرُوْقِ الشَّمْسِ سِيْرَتُهُمْ
إِذَاْ نَظَرْتَ إِلَيْهِمْ فَهُمُ الْقُرَنَاْ!
وُجُوْهُهُمْ تَرْسُمُ الْبَسْمَاتِ حَيْثُ مَضَتْ
قُلُوْبُهُمْ تَصْنَعُ الْمَعْرُوْفَ دُوْنَ عَنَاْ!
هُمُ الْمَصَاْبِيْحُ لَوْ شَمْعَاتُنَاْ ذَبُلَتْ
مُحَمَّدَانِ، عَلِيٌّ، واللَطِيْفُ أَنَاْ!
فِيْ(الشَّيخِ عُثْمَانَ) نُسْخَاتٌ مُؤَرْشَفَةٌ
يَصْبُو إِلَيْهَا فُؤَادِيْ وَهْيَ تَرْمُقُنَاْ!
وَ(سَاحِلُ الْخَوْرِ) و(الْمِمْلاحُ) مَا أَفَلَاْ
عَنْ نَاظِرَيَّ وَقَدْ طَابَتْ مَجَالِسُنَا!
لَمْ نَمْضَغِ(الْقَاتَ)بَلْ كَانَتْ مُذَاكَرَةً
أَحْلَى مَعَ الْلَيلِ وَمْضَاتٌ وَضِحْكَتَنَا!
يَاْ سَاْكِبَ الْحَرْفِ قُمْ هَيِّئْ أَرِيْكَتَنَاْ
وَصُبَّ كَأْسَ شَرَابِ النَّاعِسَاْتِ لَنَاْ!
فَإِنَّ أَرْوَاحَنَاْ تَهْنَاْ بِشُرْبَتِهِ
وَتَسْتَعِيْدُ بِهِ أَيَّامَ نَشْوَتِنَاْ!
وَاعْزُفْ نُغَيْمَاتِ أَوْجَاعِيْ وَسَلِّ بَهَاْ
هَذَا الْفُؤَادَ الْمُعَنَّىْ وَالْمَحِ الزَّمَنَاْ!
فَسَلْ(عَدَنْ مُوْلَ)فَتِّشْ فِيْهِ عَنْ أَثَرٍ
تُبْصِرْ خُطَانَاْ وَشَيْئًا مِنْ فُكَاْهَتِنِاْ!
وَطُفْ(بِشَمْسَاْنَ)وَاسْتَمْتِعْ بِرُؤْيَتِهِ
تَجِدْ حَوَالَيْهِ جُزْءًا مِنْ حِكَاْيَتِنَاْ!
يَا رِفْقَةَ الدَّرْبِ لَا أَنْسَى مَلَامِحَكُمْ
وَكَيفَ أَنْسَىْ وُجُوهًا لَا تَزَالُ هُنَاْ؟!
أَيْنَ الصَّبَاحَاتُ؟! عِطْرًا مِنْ نَسَائِمِهَاْ!
وَأَيْنَ تِلْكَ الْوُجُوْهُ الْبَاْعِثَاتُ سَنَاْ؟!
أَنَّى اتَّجَهْنَاْ فَفِيْ أَنْحَائِنَاْ نُزَهٌ!
مَتَىْ تَذَكَّرْتَهَاْ صَفِّقْ وَحَيِّ بِنَاْ!