إلى بعضي/بقلم: حسين الأصهب (اليمن)

وإنَّ لي صاحِبٌ في القلبِ مَسكنُهُ

كأنَّـهُ الـرُّوحُ حيـثُ النَّاسُ أمواتُ

يُحِسُّ بي قبلي قبـلَ النَّاسِ كُلِّهِمِ

كأنَّـهُ بِــضـعــةٌ مِـنِّـي ونـبْـضـاتُ

في كُـلِّ أشيائِـهِ اللَّاتي يقـومُ بِـها

قلبـي لـهُ قِـبـلـةٌ مُثلى ومِـيـقــاتُ

إذا تبـسَّـمَ فـي وجهي وبـي كـدرٌ

فالنَّاسُ حوليَ والدُّنـيا ابتسامـاتُ

كأنَّــهُ سِــيـــرةٌ بالـحُـــبِّ حـافِـلـةٌ

بِـكُـلِّ أحـداثِـهـا تـحـلـو الحِكاياتُ

ألـقـاهُ فـي كُــلِّ أمــرٍ أسـتـهِـلُّ بِـهِ

كأنَّــهُ فــي بـدايـاتــي البِــدايــاتُ

أغـلـيـهِ عَــن غـيــرِهِ حُـبًّا ومنـزِلـةً

أنَّــى تُـوَفِّـيـهِ بالــقَـــدرِ العِـبــاراتُ

يَخُـونُ مِـن أجليَ الدُّنيا إذا كَـثُرتْ

حولي مِنَ النَّاسِ والدُّنيا الخِياناتُ

إخـلاصُــهُ دِيـنُـهُ والـحُـبُّ دَيـدنُــهُ

هُــوَ الَّــذي لــم تُـحَـرِّفْـهُ الدَّيانـاتُ

رُغـمَ الخِـلافـاتِ لازالَ الوفــاءُ بِـهِ

رُغـمَ النَّوى لـم تنلْ مِنهُ المسافاتُ

أنـا خِـيــاراتُــهُ فــي كُــلِّ مـسـألــةٍ

وكـم مِـنَ النَّاسِ تُرخِصهُ الخياراتُ

كم صاحِبٍ دُونَـهُ مِـن بـعـدِ مُعتركٍ

مِـنَ العـداواتِ ضـمَّـتْـهُ القُـمـامـاتُ

فِـيـهِ القَـبُـولُ كأنَّ الـبَـدرَ مُكـتـمِـلٌ

بِـنُـورِهِ لـيــسَ تُـخـفِـيـهِ الجِـدالاتُ

لو أنَّ في النَّاسِ مَن تُشرى أخوَّتُـهُ

فصاحبي ليـسَ تَـشـرِيـهِ الـرِّيـالاتُ