ًإلى زوجتي العزيزة في ذكرى زواجنا الثانية
التي تأتي وأنا بعيد بين البندقية، والميدان في ثكنات يسودها الصمت بلا هدوء، وليل يفتقد دفء البيوت…
أكتب إليك لا كجندي يحمل السلاح، بل كقلب ينبض بحبك وحدك…
أكتب لأقول إن الحب حين يكون صادقا لا توقفه الطوابير، ولا تؤخره رصاصات العدو، ولا يضعفه الصمت الطويل…
هذه قصيدتي إليك من رجل واقف على المتراس، لا يزال يحمل حبك عميقا بغير ختام .
لأنك مغروسة في عظامي
أحبك في خلوتي وازدحامي
وقبل الطوابير في كل صبح
وقبل الثبات وقبل التمام
وقبل ندائي إلى الجمع ظهرا
بخطو سريع وخطو انتظامي
أحبك عند احتدام الجيوش
وعند السكون وعند السلام
وحين تعودين قلبي بوجه
خجول يعانقني في منامي
أحبك في حضرتي واغترابي
وأهواك حد انثيال الغمام
وحد الرصاص الذي نال شعبا
ليمنعه حقه في الكلام
أحبك في لحظة الانفجار
وفي لحظة الصمت والانهدام
وفي ضيق خندقنا والرصاص
يرفرف من فوقنا في الظلام
إذا الليل خان الميادين جهلا
توسدت حبك فوق الحطام
لأنك فجر تنام الليالي
عليه وتصحو بلاد النيام
وحبك نبع على نبض قلبي
أفيض به عند كل اقتحام
أحبك لكن هذا اعتذاري
على كل صمت وكل انقسام
على أنني حين جئتك وهما
تظاهرت أني عظيم المقام
فإن غبت لا تحملي غير وجهي
ولا تجفلي! غايتي، واحترامي…
وإن عاد وجهي على ظهر نعش
فضميه يا حلوتي بابتسام
وقولي لقومي: لقد كان يهدي
لكم قلبه في دروب الوئام
ولا تسمعي غير نبضي يقينا
ولا تنثري غير ظلي أمامي
أحبك عند ختام القصيد
وأنت بقلبي بغير ختام
وأهديك من ضوء روحي صباحا
وأيقونة من طيور السلام