إِذَا صَارَ الظَّلَامُ عَلَيْكَ جَاثِمْ
فَكُنْ إِمَّا ضِيَاءً أَوْ نَسَائِمْ
وَإِمَّا حِكْمَةً تَهْدِي الْحَيَارَى
تُبَلْسِمُ جُرْحَ مَنْ عَشِقُوا الْمَكَارِمْ
وَلَا تَرْضَ الْخُنُوعَ وَأَنْتَ حُرٌّ
فَصَوْتُ الْحُرِّ يَأْبَى أَنْ يُسَاوِمْ
فَكَمْ سَطَّرْتَ بَيْنَ النَّاسِ مَجْدًا
وَكَمْ جَارَيْتَ بِالْمَعْرُوفِ حَاتِمْ
فَإِمَّا أَنْ تَعِيشَ بِعِزِّ نَفْسٍ
وَإِمَّا أَنْ تَمُوتَ وَأَنْتَ حَازِمْ
تَعَلَّمْ كَيْفَ تَجْبُرُ كُلَّ قَلْبٍ
وتَمْحو بِالنَّدَى وَجَعَ الْمَآتَمْ
وَتَرْفُدُ كُلَّ مَنْ جَارَتْ عَلَيْهِ
مَلَامَاتُ الغوائشِ وَالرَّوَاجِمْ
تُطَوَّحُهُ الْخُطُوبُ بِلَا مُعِينٍ
وتُدْمِيهِ الرَّزَايَا دُونَ دَاعِمْ؟
يَعِيشُ الصِّدْقَ وَالإِخْلَاصَ دَوْمًا
وَيَشْفِي قَلْبُهُ، عَيْشُ الْمُسَالِمْ
فَكُنْ كَالنُّورِ فِي زَمَنِ التَّرَدِّي
يُبَدِّدُ مَا ادْلَهَمَّ مِنَ الْجَرَائِمْ
وَيُسْنِدُ مَنْ رَمَاهُ الدَّهْرُ ظُلْمًا
غَرِيبٌ لَا مُعِينَ وَلَا مُقَاوِمْ
فَذَا نَهْجُ النَّبِيِّ وَكُلِّ حُرٍّ
يَعِيشُ لِغَيْرِهِ عندَ الْمَظَالِمْ
وَيُحْيِي أُمَّةً تَاهَتْ سِنِينًا
وَيَكْسِرُ قَيْدَ طُغْيَانٍ وَحَاكِمْ
فَأَنْتَ بِهِمَّةِ الأَجْيَالِ فَرْدًا
يَسُوقُ الْعَدْلَ فِي كُلِّ الْعَوَالِمْ
وَفَضْلُكَ بَيْنَ كُلِّ النَّاسِ يَجْرِي
كَمَاءِ الْمُزْنِ سَيَّالُ الْمَكَارِمْ
تُحَلِّقُ كَالصُّقُورِ بِعِزِّ بَأْسٍ
وَتَسْرِي كَالطُّيُورِ وَكَالْحَمَائِمْ
وَتَبْقَى أُمَّةً فِي كُلِّ وَقْتٍ
وَلِلْمَكْلُومِ وَالضُّعَفَاءِ رَاحِمْ