على شاطئ البحرِ
بآلام قوقعةٍ مملّةٍ
جالسٌ
يغسل
حروفه الوحيدة
يزيل عنها
أمنياتٍ….
أتعبَتْه
يرتِّق
ثقبًا من الصمت ِ
مبتسمًا
لنسمةٍ تقبِّل خدَّاً مجعَّداً
….ككلماته
التي
نسي أن الملح
سكنها
و هو بعفوية ساذجةٍ
يغسل حروفه
على شاطئ بحرٍ
لملم أمواجه الهادرةَ
وتفجَّرَ…. داخلهُ .
((متى يبدأ العرض؟))
……….
سيرك
طرد جمهوره
تلهبه
بسوط
ﻻ يفارق بسمتها
تحرق
قطع لحم ترمي له من حين ﻵخر
بعض كرامته
أسد عجوز
يرسل
في غفلة من الحزن
دمعة
تخبرها…..
في قفصٍ فولاذيٍّ مجاورً
أحبكِ
حتى
آخر
العجز.
(( يسهر كعادته ))
على مكتبٍ
يسهر كعادته
انفجرت فرشاتي إلى خمسٍ
الأولى
حلَّقَتْ في جو الغرفة
لترسم في الجدار المقابل
طفلأ
يلهو هكذا….
الثانية
بمشاكسة مقصودة
ضربت رأسي
غمزت بعينيها
رسمَتْ عن يميني شابًا
وسيمًا…. مثلي
مجنونةٌ ملامحه قليلا…
كقصيدتي.
بينما الثالثة
أمسكت الرابعة من يديها
رسمَا كهلًا
يجهِّزُ سكنًا جديدَا
لا يحبني
اعترضت الأخيرة بإصرارٍ
تشاجرت
لتلوِّنَ
كل جدران الحجرة
بنصفِ عاريةٍ.
وأنا
أبتسم
وأهز رأسي كتعبيرٍ تلقائي
وأكمل فنجان قهوتي الساخر
مِن …
هل غيابكِ قويٌّ إلى هذا الموت؟!
في الصباح….
في زاويةٍ ما بالشارعِ
قابلتُ إحدى قصائدي
لم يلفت انتباهي
جلوسها الباكي
على ذلك الرصيف القذر
ولا أنَّها بكل وقاحة
جرَّدَتْني أمامهم
وهم يسيرون
يدوسون عقولهم بأرجلهم
وبنظرةٍ…
كطفلةٍ يتيمةٍ
رفعتْ وجهها
ماسحةً الغبار عن جبينه
لتذبحني
لماذا
رميتَ بي إلى هنا ؟!
بين مارَّةٍ
يسيرون دائمًا
خالعي
أعينهم.
(( لا تفكرْ كثيرًا
هي مراوغة
الحروف التي
عشت عُمرًا
تتوكأ عليها
هل تلتفت إليها اليومَ
بينما
بغباءٍ متعمد
تخفي الكثير
والكثير….
كأنثى عابرة
أو غيمةٍ
تأبى ارتوائي
من جحيمها )).