مَنْ ماتَ ماتَ
و وحدُها مُدُنِ الخرابِ تحمَّلَتْ
ما قدْ جرى
فبأيِّ آلاءِ الحقيقةِ يا تُرى
ستُكَذِبّونَ على الورى
مَنْ ماتَ ماتَ
و ما نزالُ نُزيلُ أَنقاضَ الدمارِ
و ما درى
أحَدٌ بمَنْ قَدْ فازَ في الحربِ الاخيرةِ
بينَ مَنْ باعَ البلادَ
و إشترى
او بينَ مَنْ حَمَلوا سِلاحاً للدفاعْ
أو بينَ مَنْ حَملوا سِفاحاً لانتفاعْ
إذْ إنَّ حرفاً واحداً
قد يُنزِلُ الحكّامَ مِنْ عَرشٍ لقاعْ
أو إنَّ حرباً
قَدْ تُغَيِّرُ في آتجاهاتِ العبورِ الى ( القطاعْ)
مَنْ ماتَ ماتَ
و ظَلَّ حمالوا شعاراتِ الحماسِ
كما همُوا في الظلِّ
انّ وقوفَهُمْ مُنْذُ اندلاعِ النكسةِ الاولى
يؤرِّخُ كلَّ خيباتِ الوطنْ
اللافتاتُ تَغيّرَتْ
كتبوا عليها : إنّنا جئنا اليكمُ كيْ نفاوِضَ
في الثَمَنْ
جئنا على أكتافِنا
أحلامُ مَنْ قُتِلوا هُنالِكَ بين لافِتَتَينِ
او حربينِ
او بينَ احتمالاتِ الرجوعِ
ولا رجوعْ
الحاكمُ العربيُّ
متخومٌ بِلَحمِ الشعبِ
و الشعبُ المُرابِطُ في الخرائبِ
دائماً مُتَضَرِّعٌ للحاكِمِ العَرَبيِّ
قَبْلَ الرَبِّ حتى لا يجوعْ
لا موتَ الّا تحتَ حُكْمِ الحاكمِ العربيِّ
أو
حكمِ المقدّسِ مِنْ رجالِ الدينِ
مِمَّنْ باعَ ارضَ القدسِ
للاعداءِ
كيْ يمضي الى الحربِ الاخيرةِ
مُعلِناً نصراً على جُثَثِ الشعوبْ
سَبّابَةٌ قالتْ لوسطى
كيفَ أَصبَحنا علامةَ نَصرِ حربٍ
للقضيةِ
و القضيةُ لَمْ تَزَلْ سهماً يفَتِّشُ
في الشمالِ عنِ الجَنوبْ
قالَ البيانُ العسكريُّ
بأنَّ مَنْ ماتوا هُمُ الاحياءُ عندَ اللهِ
لكنْ لَمْ يَقُل شيئاً
عنِ الاحياءِ
مِمَّنْ ظلَّ مُنتظراً شروقَ الشمسِ
مِنْ زَمَنِ الغروبْ
مَنْ ماتَ ماتَ
و ما يزالُ الحاكِمُ العربيُّ قوادَاً
يرى في الشعبِ عاهِرَةً
لعوبْ