البيت العتيق/بقلم:علي بريج

أذنت في الحي يوما
بكل لفظ أنيق

وقد تلبس معنى
من الجمال الدقيق

وقلت يا قوم إني
نهب لقد رشيق

وقد فتنت بوجه
أنا به في حريق

ولم يزل يتراءى
في رحبة ومضيق

له جمال بديع
كعنبر في رحيق

ويا لحرة قوم
لها لباس الرقيق

فأقبلت ألف أنثى
نحوي بوجه صفيق

وقد أتين سراعا
(من كل فج عميق)

تقول كل لعوب
منهن: أنت رفيقي

عنيتني دون غيري
بكل لفظ رقيق

وذي تجر ردائي
جر المحب الشفيق

وذي تقول : عناني
وذي تقول: أفيقي

وذي تقول: ابتعادا
عنه فهذا صديقي

فقلت: غرن جميعا
ولو بواد سحيق

فما بكن اهتمامي
ولا انشراحي وضيقي

ولا قصدت ملاحا
ولا عنيت شقيقي

إن التي أسرتني
بنية بالعقيق

تعتقت من جديد
تجددت من عتيق

بها يطوف فؤادي
طواف أهل الطريق

اقول حين اراها
يا رب من للغريق

وكم يجيش زفيري
لذكرها وشهيقي

يا رب كحل عيوني
بحسن ذاك البريق

واغسل بزمزم صدري
من كل حظ معيق

ولا تدعني أعمى
كي أستبين فريقي

فلم اعد لانحرافي
عن الهدى بمطيق

وكم شرقت بدمعي
وكم غصصت بريقي

بحق بيتك هذا
وحق عهدي الوثيق

فما مقيم بقيد
كمثل حر طليق

وإنني بك مجدا
في ظل مجد عريق

لبيك حتى تراني
بالعفو جد خليق

وإن هذا لعمري
هو المفاز الحقيقي

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!