مِن فكرةِ الريحِ جاءوا خفافًا
وثاروا على كلِّ ليلٍ حقودْ
صعودًا إلى المستحيلِ تراهم
يدسّونَ في الموتِ ماءَ الخلودْ
فخورونَ حدَّ اعتلاءِ السماءِ
وما طأطأَ النجمُ لولا السجودْ
وفي كلِّ جدبٍ تجلّوا ربيعًا
لأنَّ الربيعَ نبيُّ الورودْ
لأنَّ العطورَ بناتُ الرحيلِ
إذا ما ارتقتْ في السما لا تعودْ
يمرّونَ كاللحظةِ المشتهاةِ
بعينِ الندى والمدى والوجودْ
يمرّونَ كالأغنياتِ العذارى
على شفةِ الناي بينَ الحشودْ
يمرّونَ كحْلًا لعينِ البلادِ
يربّونَ للقادمينَ الصمودْ
وإنْ أجهشتْ زهرةٌ بالبكاءِ
تجلّتْ دعاءً – فهبَّ الجنودْ
وكانوا ينابيعَ نورٍ تصلّي
صلاةَ التجلّي وفرضَ الصعودْ
صعودًا إلى سدرةٍ في البعيدِ
إلى جنّةٍ في رحابِ الخلودْ