ألا من يوقظ الأخ والرفيقا
أفيقا، لا أبا لكما أفيقا
هُتافكما لنوم الخدر صنو
وغزة رسمت لكما الطريقا
أضاءت في المدى دمها منارا
وما خشيت نعيبا أو نعيقا
ولا ركبت الهيجا فراقا
ولا تبعت لخوار فريقا
ولا لانت لصهيون قناها
ولا اتخذت من الأعداء صديقا
وتسكب للعُلا دمها ارتقاء
وما رضيت لعزتها مُريقا
وخلت ضيقها للمجد رحبا
ورحب الأرض للأعداء ضيقا
وكم لحقا تطاول في استباق
فما استطاعوا لخطوتها لحوقا
أحالت حزنها القاسي رقاقا
وتجار الخنا ظلوا رقيقا
فهذي مصر صيرها الأعادي
بُعيد البر تسقيك العقوقا
وخانكٍ في رحاب الله شيخ
حريض دنسالبيت العتيقا
وجار الماء من أعيته ضاد
تجاوز من عروبة المروقا
وفي الأكناف مذموم السجايا
لأجل الحكم قد ركب الفسوقا
تأسد كرسي المخازي
وباع العرض وانتهب الحقوقا
وبين المالحين شعوب ذل
أتتهم كل عادية طروقا
فأعطوا كل مكرمة غروبا
وأعطوا كل منقصة شروقا
برغم زحامهم أضحوا غُثاء
وصاروا بعد قُربهم (عدوقا)
ألا يا غزة الأحرار سيري
وجوزي في ذُرى الدنيا سموقا
وسيحي في فيافي المجد تيها
ولا ترجي الصديق ولا الشقيقا
فإن القوم سيدهم رقيق
ولن نجني من الروث الخلوقا ؟.