مِنْ هنا عبروا …
ولوّحوا لي كنهرٍ قديمٍ وديعٍ …
ما انفكَّ يحثُّ الضّفافَ ،
ليوصلَ بريدَ الماءِ
لكلِّ العشّاقِ العطاش ِ
كان القمحُ يتفصّدُ من تحت أرجلهم
سنابلَ محنياتِ الظَّهر ِ
والأغاني ترافقهم إلى عرسهم
كسماءٍ قريبة ..
****
من جراحهم عبروا …
يا لَجراحهم :
سبعُ سماواتٍ
وأقمارٌ تبتسمُ…
وكلّ محصول العالم ِ منَ الزّهرِ
وكراماتٍ لا تُحدُّ …
*****
في خاطري عبروا ..
كآخر ِ غيمة ٍ أندلسيّةٍ
في سماءِ غرناطةَ
قبلَ الشّتات….
*****
في دمي عبروا..
وجوههم كوردٍ في ميعةِ التّفتُّحِ
يمضي بعيداً في فلواتِ العطرِ…
ووقْع خطاهم
كحلمٍ
يوماً
سيأتي ..
أو كالرّذاذِ الأليفِ في صحراءَ
وقتَ الهاجرة…
****
من موتهم عبروا…؟؟!
همُ الشّهداءُ
ليسوا بيننا،
لكنّهمْ
أحياء ُ
يقيمونَ
في ربيعِ الذّاكرة …