لا وَجـــهَ يُـشبِهُني ولا مـرآةَ لــي
كُلُّ الوجوهِ غَريبةٌ في ناظـــري
جَـسدي يَشيخُ على المدى لكنّنــي
أحيا كطفلٍ لم يزلْ في خاطـري
أَبنــي من الأحــلامِ بيتَ إقــامـــةٍ
في ظِلِّ وَهْمي أو رَمادِ سَرائِري
أَسْــــتَلُّ مِنْ وَجَعي يقينَ صَلابتـي
أَصطــادُ فَجراً من خَيــالٍ عــابرِ
أَبحرتُ في لُغتي فَصارتْ غُربتي
وطنًا يُطـــاردني كَسَــهمٍ خــاسرٍ
قَــدْ أَنتمـــي زوراً لغيــرِ مَدينتــي
وأُقيــمُ فيهــا مثــلَ نُزهــةِ زائــرِ
لا شـيءَ يُشبهني هنا في غُربتــي
كـالعُشبِ يَنبتُ في الـجدارِ الغائرِ
إنــي غـريبٌ حيثُ كنتُ فـكُلّمـــا
أبصرتُ وجهي لم أجدهُ بناظري
وسَــألت عَني في الزِّحام فلمْ أَجدْ
إلا صــدًى لـنداءِ طفــلٍ حــائــرِ
إنـّـي زرعتُ الآهَ جـُـرحاً نـازفـاً
وسَــقيتُها من دمــعـيَ الــمُتنــاثـرِ
أنــا لا ألوذُ سـوى بصمتــي إنَّــه
وطنــي إذا جَفَّ الكلامُ بخاطـري
ضـاعَ الطريقُ ولـمْ أزلْ مُتَــشَبثًا
بِضفافِ حُلْــمٍ ضاعَ بينَ مَشاعري
لكننَّـــي رُغــمَ الــعواصفِ واقـفٌ
مثـلَ الـجبالِ برُغمِ كُلِّ خَســــائري
وســأرتقي دربَ القصيدةِ شـامخًا
وأُعيدُ رســـمَ الحُلْـمِ فـوقَ دَفاتـري