وسقطت سهوا من علو شاهق
وأنا الذي بي كنت أعظم واثق
لم أدر أن حجارة مجنونة
في الدرب راغت كي تعيق فيالقي
وبأن ريحا قد تعاظم عندها
أمري,دهتني في نذالة حانق
ما عدت أدري أي أمر أتقي
فسقطت لا أعنى بما هو لاحقي
هذا انا من نصف قرن لم ازل
وحدي ألملم هيكلي ومرافقي
وأخاف إن مر الزمان ولم تعد
تجدي لأثبت من أكون وثائقي
مازلت أبحث في ركامي عن يدي
مازلت أبحث مجهدا عن خافقي
وأرى ورائي للحرائق نزوة
تجتاحني وتثير ميت حرائقي
فإلام أدفع غيظها ويداي لا
تقوى وقد بلغ اللهيب حدائقي
لليأس نافذة تطل على دمي
وتحت في جسدي وتثقل عاتقي
وأرى معاناتي تحدثني متى
تسخو الحياة ولو بحبل مشانق
ومتى سيطوي الموت سفرا لم يعد
سفري وليس تبين فيه خلائقي
يا كأسي الأولى التي أسقيتها
وترنحت من بعد كل دقائقي
مازلت ألمس مر سمك في فمي
يمتصني وكأنما هو ذائقي
وأحس في حلقي بقايا من شجى
أخنى عليه وقبضة من خانق
وتمر بي الذكرى اللعينة كلما
هيأت نفسي للنهوض كباشق
ذكرى ركوعي عند بابك مرة
عبدا تطوعه فتاوى فاسق
وهويت حين خشيت سوطك والأذى
وهويت حين طمعت منك بدانق
مازلت إذكر إذ قصدتك خانعا
وطرقت بابك في هوان منافق
وفتحت بابا كم وددت لو انني
لم آته أو كنت غير الطارق
وخفضت رأسي مرة وتبعتها
أخرى وأخرى في زمان فارق
وتقول لي نفسي ترفع عن اذى
واشمخ فلم أسطع فراق علائقي
وطفقت أخصف من بقايا مئزري
ثوبا فأعيا الخرق كف الراتق
وتبعت نفسي غيها فتساقطت
مثل الفراش على لهيب حارق
لولا انحناء الركعة الأولى لما
أبصرتني إلا كنخل باسق
فاترك هواك إلى هداك وإن ترد
عزا فدع دار الهوان وفارق